وكان مجال عمل المهندس السوري، هو السبب الرئيس الذي جعله هدفا لإسرائيل وفرنسا، حيث يعمل المهندس في مشروع لإنتاج الأسلحة الكيميائية على حد قول الصحيفة الفرنسية.
الهدف
تركز "لوموند" على تلك العملية الاستخباراتية السرية، التي كان هدفها الأبرز مهندس سوري يعمل في "مركز البحوث والدراسات العلمية" في العاصمة السورية دمشق.
وكانت ترغب جهات الاستخبارات في تلك العملية أن تستقطب المهندس السوري من أجل الحصول على معلومات سرية من داخل برنامج الأسلحة الكيميائية السوري.
وتطلبت عملية "راتافيا" تحضيرا لوجسيتيا ونفسيا، حتى يتمكنوا من الإيقاع بالمهندس السوري، على حد وصف الصحيفة الفرنسية.
Mossad Reportedly Turned French Spies into Double Agents After Joint Syria Op https://t.co/oVam6s0wtC pic.twitter.com/ttAWtItEyI
— NewsBud (@NewsBud_) March 27, 2017
المصيدة
بدأت عملية استقطاب المهندس السوري، على حد قول الصحيفة منذ عام 2008، حيث سعت تل أبيب وباريس للحصول على مخزون هائل من المعلومات حول منظومات الأبحاث وإنتاج الأسلحة الكيميائية السورية.
وبعكس العمليات الاستخباراتية الإسرائيلية السابقة، لم تستهدف العملية التصفية الجسدية لمسؤولين سوريين، بل استهدفت معلومات حجم وطبيعة التعاون القائم بين سوريا ودول أخرى مثل إيران أو روسيا أو كوريا الشمالية.
كما استهدفت "راتافيا" أيضا آليات استيراد المواد المستعملة في إنتاج الأسلحة الكيميائية.
في البداية سعى "الموساد" إلى إغراء المهندس ماديا، عن طريق عرض تأسيس شركة للاستيراد والتصدير له.
وتقرب عدد من العملاء الإسرائيليين الذين يقيمون في دمشق من المهندس السوري، ووثقوا علاقاتهم به على مدار عامين.
ثم بدأوا في إيهامه بأنهم سيؤسسون شركة استيراد وتصدير في فرنسا، ثم سهلت له الاستخبارات الفرنسية إمكانية حصوله على تأشيرة سفر وإقامة مريحة في العاصمة باريس.
مشروع العمر
وفي باريس، بدأت تلك الإغراءات تسلك مسلكا آخرا، حيث التقى برجل أعمال إيطالي، الذي تقرب إليه، وأوهمه بأنه سيبرم معه "مشروع العمر"، على حد قول "لوموند".
وقالت الصحيفة الفرنسية: "السجلات الاستخباراتية أكدت أن الرجل كان وفيا للحكومة السورية، ولكنه لم يكن يدرك أنه يقع في فخ منصوب له".
ووفر رجل الأعمال الإيطالي، للمهندس السوري الضحية، أبواب الحياة الرغدة عن طريق الإقامة في أفخم فنادق باريس، ومنحه سيارة خاصة وسائق، ونسج له شبكة عملاقة مع العلاقات التجارية المتوقعة مع شركاء محتملين.
وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن عملاء الموساد كانوا بسذاجة كبيرة، حيث لم يفهموا طبيعة المهندس السوري، وكيف أنه لا يستمتع بمعظم وسائل الترفيه التي يقدمونها له، لأنها غير متماشية مع ذوقه.
الكنز
وبدأ "الموساد" بعد ذلك في نسج أهم خيوط العملية، وهي إيهام المهندس السوري بأنهم يحتاجون لشراء بعض المواد، التي يستخدم بعضها في إنتاج الأسلحة الكيميائية، دون توضيح أنهم سيستخدمونها لإنتاج تلك الأسلحة.
وبالفعل، كشف المهندس دون أن يدري، بحسب "لوموند" شبكة واسعة من الشركات الأوروبية، التي لا تلتزم بحظر بيع تلك المواد عن طريق مجموعة واسعة من الوسطاء والشركات الوهمية، التي كان المهندس على دراية بمعظمهم.
وكانت عناصر الاستخبارات تعلم أن المهندس تربطه علاقة مع ابنة مسؤول سوري، وسعوا لاستغلال تلك العلاقة للحصول على معلومات هامة عن مخزون الحكومة السورية من الأسلحة الكيميائية.
شكوك
بدأت الشكوك تنتاب المهندس السوري حول طبيعة الأعمال التي يقوم بها مع رجل الأعمال الإيطالي، منذ عام 2011.
ولكن كان الإسرائيليون بالفعل قد أعدوا ملفا دقيقا عن الأسلحة الكيميائية السورية، وقدموه إلى الأمريكيين والألمان.
وهو ما أدى إلى اتخاذ الاتحاد الأوروبي قرارا بتجميد كافة ممتلكات "المركز السوري للبحوث والدراسات"، وأرصدته في كافة دول الاتحاد، بسبب الاتهامات المزعومة بامتلاك وتطوير الحكومة السورية لتلك الأسلحة الكيميائية على حد قول "لوموند".