تفجير إرهابي، نجم عن قنبلة، هز كنيسة مارجرجس بشارع النحاس في مدينة طنطا بمحافظة الغربية بدلتا النيل، على بعد 120 كيلومترا شمالي القاهرة، أودى، في الحصيلة الرسمية الأخيرة التي أكدتها وزارة الصحة والسكان المصرية، بحياة 27 شخصاً وأسفر عن وإصابة 78 آخرين.
وكشفت مصادر أمنية أن التفجير نجم عن عبوة شديدة الانفجار وضعت في الصف الأول داخل الكنيسة، كما ألقت قوات الأمن القبض على شخص يشتبه في تورطه بالحادث في محيط منطقة تفجير الكنيسة، وأشارت وكالة أنباء الشرق الأوسط إلى أن انتحاريا يشتبه في أنه المتورط في تنفيذ حادث تفجير كنيسة "مار جرجس"، كما عثر الأمن المصري على قنبلتين في مسجد سيدي عبد الرحيم بمنطقة سيجر بمدينة طنطا، نجح في تفكيكهما قبل أن ينفجرا عن طريق أحد الروبوتات المخصصة لذلك.
دماء في الإسكندرية
أما العملية الثانية، فضربت محيط الكنيسة المرقسية في قسم العطارين بمدينة الإسكندرية، مما أدى، حسب الوزارة، إلى مقتل17 مواطناً، وإصابة 48 آخرين، فيما أعلنت وزارة الداخلية أن من بين القتلى 4 ضباط في الشرطة.
إدانات عربية ودولية
وقدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعازيه لأسر الضحايا، وقال في برقية "من الواضح أن الإرهابيين لا يسعون فقط لترويع الناس بل ولإظهار وجود خلاف بين أبناء العقائد المختلفة."
كما كتب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على تويتر "من المؤسف أن نسمع عن الهجوم الإرهاب في مصر، الولايات المتحدة تدينه بقوة"، مضيفاً "أنا لدي ثقة كبيرة بأن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي سيتعامل مع الموقف بشكل مناسب".
…confidence that President Al Sisi will handle situation properly.
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) April 9, 2017
أما بابا الفاتيكان فرنسيس الأول، المقرر أن يزور مصر هذا الشهر، فقال "أصلي من أجل القتلى والمصابين. لعل الرب يهدي قلوب من شهدوا الإرهاب والعنف والموت وحتى قلوب من أنتجوا الأسلحة ونقلوها".
كما أدان مجلس الأمن بعبارات شديدة اللهجة الهجمات الإرهابية التي وقعت اليوم بالتزامن مع احتفالات الأقباط بأحد السعف، وأعرب المجلس في بيانه عن تعازيه وتضامنه مع أسر وعائلات الضحايا، والحكومة المصرية، معرباً عن أمله فى الشفاء العاجل للمصابين.
وأكد أعضاء مجلس الأمن من جديد أن الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره يشكل أحد أخطر التهديدات للسلم والأمن الدوليين، وشدد أعضاء مجلس الأمن على ضرورة تقديم مرتكبي هذه الأعمال الإرهابية المشينة ومنظميها ومموليها ورعايتها إلى العدالة، وحثوا جميع الدول على أن تتعاون تعاونا فعالا مع التزاماتها بموجب القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة حكومة مصر وجميع السلطات الأخرى ذات الصلة في هذا الصدد.
أما عربياً، فقد ندد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط ووصفه بالبشع، كما نددت البحرين بالتفجيرين في بيان صادر عن الملك حمد بن عيسى آل خليفة قال فيه "هذه الأعمال الإجرامية تتنافى مع كافة الشرائع السماوية والقيم الإنسانية" مؤكدا وقوف المملكة إلى جانب مصر "وتأييدها لكافة الإجراءات التي تتخذها لمواجهة هذه الأعمال الإرهابية."
كما بعث العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز برقية عزاء ومواساة للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وقال: "علمنا ببالغ الأسى بنبأ التفجيرين الإرهابيين اللذين وقعا في مدينتي طنطا والإسكندرية، وما نتج عنهما من وفيات وإصابات، ونعرب لفخامتكم عن إدانتنا واستنكارنا الشديدين لهذين العملين الإرهابيين الإجراميين الآثمين، مؤكدين وقوف المملكة العربية السعودية مع جمهورية مصر العربية وشعبها الشقيق ضد كل من يحاول النيل من أمنها واستقرارها، ونبعث لفخامتكم ولشعب جمهورية مصر العربية الشقيق ولأسر الضحايا باسم شعب وحكومة المملكة العربية السعودية وباسمنا خالص التعازي وصادق المواساة، راجين لذويهم جميل الصبر وحسن العزاء، ومتمنين للمصابين الشفاء العاجل، وأن يحفظكم والشعب المصري الشقيق من كل سوء ومكروه".
وفي الإمارات، قدم رئيس البلاد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان ورئيس مجلس الوزراء الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم تعازيهما للشعب المصري، مؤكدين وقوف بلادهما إلى جانبه "في مواجهة هذا العمل الإجرامي الخبيث".
وأعربت قطر عن استنكارها الشديد لما حدث وقالت وزارة الخارجية في بيان "نجدد التأكيد على موقف دولة قطر الثابت من رفض العنف والإرهاب مهما كانت الدوافع أو الأسباب."
كما أرسل العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني برقية أعرب فيها عن "استنكاره الشديد لهذا العمل الجبان، مؤكدا وقوف الأردن وتضامنه مع الشقيقة مصر وجهودها في محاربة الإرهاب."
وأدان الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأحداث الدامية مؤكدا "تضامن الشعب الفلسطيني وقيادته ووقوفهم الكامل مع الشعب المصري وقيادته وجيشه العظيم ضد الإرهاب الأعمى الذي يستهدف مصر ودورها الطليعي."
وأدانت الخارجية السورية، التفجيرين الإرهابيين في كنيستين مسيحيتين بمدينتي طنطا والإسكندرية المصريتين، ونقلت وكالة "سانا" عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية والمغتربين قوله: تعبر سوريا عن تعازيها لعائلات الضحايا وتؤكد أن المجموعات الإرهابية التي ترتكب مثل هذه الجرائم ضد الأبرياء في جمهورية مصر العربية الشقيقة هي نفس المجموعات الإرهابية التي تستهدف المواطنين في الجمهورية العربية السورية بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية وبعض دول الخليج وتركيا و"إسرائيل".
كما أصدر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بيانا جاء فيه "تبعث إسرائيل بتعازيها لعائلات الذين قتلوا في الهجوم الإرهابي في مصر وتتمنى سرعة التعافي للمصابين."
أما داخلياً، فقد أصدرت مشيخة الأزهر بيانا جاء فيه "المستهدف من هذا التفجير الإرهابي الجبان هو زعزعة أمن واستقرار مصرنا العزيزة ووحدة الشعب المصري" مؤكدا تضامنه مع الكنيسة المصرية، كما أدان مفتي الجمهورية المصرية الحادث، موضحاً أن وحدة الشعب المصري هي المستهدفة من هذه الأحداث الإرهابية ما يتطلب تكاتف وتضافر كافة أفراد وفئات الشعب المصرى لتفويت الفرصة على هؤلاء الإرهابيين.
داعش يظهر
وظهر تنظيم داعش الإرهابي مرة أخرى، وأعلن عبر إعلامه تبنيه عن اعتداءات كنيستي مار جرجس والمرقسية في مصر.
إجراءات حكومية
ودعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مجلس الدفاع الوطني للانعقاد مساء اليوم الأحد وذلك بعد حادث تفجير كنسية مارجرجس بطنطا وسقوط عدد كبير من القتلى والجرحى، فيما أعلنت رئاسة الجمهورية أن الرئيس عبد الفتاح السيسي قرر الدفع بعناصر من وحدات التأمين الخاصة بالقوات المسلحة بشكل فوري لمعاونة الشرطة المدنية في تأمين المنشآت الحيوية والهامة بكافة محافظات الجمهورية، ونشر الموقع الرسمي لوزارة الدفاع المصرية، فيديو يوضح انتشار وحدات التأمين الخاصة بالقوات المسلحة بشكل فوري لمعاونة الشرطة المدنية في تأمين المنشآت الحيوية والهامة بكافة محافظات الجمهورية.
من جانبها، أعلنت الحكومة المصرية، الأحد، حالة الحداد العام في أنحاء البلاد لمدة 3 أيام على ضحايا تفيجري كنيستين في الإسكندرية وطنطا، كما أعلنت تنكيس الأعلام في المؤسسات الرسمية وحظر أي احتفالات رسمية في البلاد.
وأطلقت الخارجية المصرية هاشتاج علي موقع التواصل الإجتماعي "تويتر" في دعوة للتضامن في مواجهة الارهاب.
الخارجية المصرية تطلق هاشتاج علي تويتر في دعوة للتضامن في مواجهة الارهاب.
— Egypt MFA Spokesman (@MfaEgypt) April 9, 2017
#united_on_PalmSunday
كما رفعت وزارة الداخلية المصرية درجات الاستعداد والتأهب الأمني في مختلف أنحاء البلاد، في أعقاب تفجيري كنيستي طنطا والإسكندرية، وذكرت مصادر أمنية أن عمليات تأمين الكنائس تشهد تشديداً في هذه الأوقات تزامنا مع احتفالات المسيحيين بأعيادهم، إلا أن الأحداث الأخيرة دفعت إلى زيادة في التدابير الأمنية، وأصدر وزير الداخلية اللواء مجدي عبد الغفار قراراُ بنقل مدير أمن الغربية اللواء حسام خليفة إلى الديوان العام للوزارة وعين مديراُ جديدا للأمن، كما نقل مدير إدارة البحث الجنائي بالمحافظة إلى وظيفة أخرى.
كما قررت اللجنة العامة لمجلس النواب خلال اجتماعها اليوم، برئاسة الدكتور على عبد العال رئيس المجلس، تكليف لجنة الشئون الدستورية والتشريعية بالبدء فورا في مناقشة تعديل قانون الإجراءات الجنائية ومكافحة الإرهاب.