تناقش الحلقة تقرير صحيفة "الغادريان" البريطانية، التي تحدثت فيه عن خطة أمريكية لتقسيم ليبيا إلى ثلاث دول، كحل للأزمة الدائرة هناك.
ونقلت الصحيفة عن مصدر وصفته بالمطلع أن الدبلوماسي الأوروبي رد على المسؤول الأمريكي وهو مساعد الرئيس دونالد ترامب، سيباستيان غوركا، بأن التقسيم هو 'أسوأ حل يمكن تصوره في ليبيا'.
ويأتي تقرير الصحيفية فيما لا تزال ليبيا ترزح تحت وطأة اقتتال وصراع داخلي، ما ينذر باحتمال انزلاق البلاد إلى حرب أهلية تعمق الانقسامات وتزيد من صعوبة الوضع الأمني، في ظل غياب سلطة مركزية قادرة على فرض الأمن وإعادة الاستقرار وتوحيد الصفوف.
وتعليقا حول هذا الموضوع قال الخبير في الشؤون الإقليمية أبو بكر الأنصاري أن ما أوردته الغارديان يأتي في سياق جس النبض لرصد ردود الأفعال عليه داخليا وخارجيا وإقليميا، بمعزل عن حقيقة خطة لهذا الهدف أو عدمه.
وأضاف في مداخلة عبر "بانوراما" أن "الغرب لم يضع تصوراً لما بعد مرحلة القذافي، ما دفع بالدول الإقليمية والمحيطة بالإمعان في التدخل بالشأن لليبيا لتقول لشعوبهم أن من يثور على حاكمه سيحصل معه ما حصل في ليبيا، وبالتالي تمكنت هذه عبر تدخلها السلبي في الشأن الليبي من تخويف شعوبها من مسألة التغيير والقيام بثورات".
وحول إنعكاسات هذه الخطة على البلدان المجاورة اعتبر الأنصاري أنها "ستؤدي إلى خلافات حدودية بين هذه الأقاليم، كأقليم فزان الذي لم ستكون له خلافات ليس مع الأقاليم الليبية الأخرى بل ومع تشاد والجزائر". وتابع أن "برقة لديها خلافات حدودية مع بعض مناطق الصعيد في مصر وشمال السودان، إضافة إلى الإشكالات التي قد تنشأ لدى طرابلس مع تونس والجزائر، ما يجعل هذا الحل خطير وغير عملي، ولم يلق موافقة الليبيين ودول الجوار لأنه سيشكل كارثة وبلاء عليها".
تفاصيل الحوار في الملف الصوتي
إعداد وتقديم: فهيم الصوراني