وما زالت وسائل الإعلام الأجنبية والغربية تحديدا والمنظمات الحقوقية في الغرب لحظت ارتفاع درجات العنف بحق المسيحيين السوريين.
تقول كريستين المسعد من قرية خربة القريبة من محافظة درعا السورية والتي بدأت منها الحرب في سوريا، لمراسل " سبوتنيك" كنا نعيش بمحبة وألفة يد واحدة لا فرق بين مسيحي ومسلم إلى أن دخل علينا مجموعة متطرفة
وأخذت تهددنا كانت أشكالهم غريبة ينادون لا الله لا الله ويرددون عبارات لزرع الطائفية والتفرقة منها بدنا نمحي الكافرين والملحدين.
تكمل كريستين ، حجزوا الرجال في مكان ونساء ببيت وتم تهديدنا بالقتل في حال مخالفة أوامرهم مع ذكر أن قتلنا حلال بحلال ، نهبوا وسرقوا وقتلوا بدم باردة لذلك قررنا النزوح والاتجاه إلى الأماكن التي يسيطر عليها الجيش
السوري فهي آمنة ولا أحد يتعرض لنا نمارس طقوسنا وعاداتنا وتقاليدنا بحرية تامة.
أما لجميلة من حوران قصة أخرى حيث قامت أحدى العصابات الإرهابية المسلحة بخطف ابنها منذ خمس سنوات وهي لا تعلم عليه شيئاً،
تقول جميلة، هجموا علينا و نزلوا وكسروا وخطفوا وأصبحوا يقتلوا كل من يخالفهم هربنا من خلال قنوات الصرف الصحي لكي نصل إلى مكان آمن، تم قتل العديد من الشباب أمام أعيننا لعدم الاستجابة لهم ودخولهم معهم بالعمليات الإرهابية، نعتنا بالكفرة رغم أننا نأمن بالله.
وحول عدد المسيحيين المهجرين في سوريا يقول الخوري خوري جورج حاتم البدوان من قضاء أزرع لمراسل " سبوتنيك" النموذج الأسوأ للتهجير المسيحي هو مدينة حلب التي كان عدد المسيحيين فيها نحو 150 الفا قبل الحرب الاهلية ولم يتبق منهم سوى ما بين 70 الى 80 ألفا.
وادى خطف المطرانين بولس يازجي ويوحنا ابرهيم الى تفاقم التوتر ومشاعر الخوف وعدم الاطمئنان.
ومن ابرز المجموعات المهاجرة الارمن، الذين انتقلت اعداد كبيرة منهم الى ارمينيا.
المنطقة الثانية التي اصيب مسيحيوها بنكبة التهجير والهجرة اسوة بكل السوريين، هو الشريط الحدودي الممتد من بلدة رأس العين (قرب الحدود التركية) والتي اندلع القتال فيها اخيرا بين "جبهة النصرة" والمقاتلين الاكراد بهدف السيطرة عليها، نظرا الى موقعها الاستراتيجي.
وادى ذلك القتال الى تهجير مسيحيها جميعاً الى حلب والداخل السوري طلبا للأمان.
عند الشريط الحدودي ثمة بلدة تدعى الدرباسية كانت هي ايضا مأهولة بالمسيحيين السريان والارمن الكاثوليك وتهجروا جميعاً بفعل الاعمال العسكرية وممارسات "النصرة" واخواتها، بلدة عامودا المحاذية ايضا تركها المسيحيون، اما القامشلي فبقي فيها قسم كبير من المسيحيين ، والامر نفسه ينطبق على الحسكة التي تهجر اكثر من نصف مسيحييها.
وفي سيرة التهجير من الشريط الحدودي مع تركيا ان سكان القرى والبلدات الاشورية مثل تل جمعة، تل تمر، تل الطويل وغيرها تكاد ان تفرغ من سكانها بعدما انتقل قسم كبير منهم الى لبنان، وتحدوهم الرغبة في الانتقال الى اسوج التي تضم جاليات سريانية واشورية
وتمضي الشهادات الى ان مدينة بو كمال ومحيطها من قرى وبلدات سريانية تكاد ان تخلو من المسيحيين لأسباب، في مقدمها سيطرة المتشددين على تلك المناطق، رغم ان السريان والاشوريين وقفوا بجانب المعارضة عند انطلاقتها سلميا.
في اختصار توحي الصورة ان ثمة حملة تطهير من المسيحيين وكل المسلمين المعتدلين في منطقة شرق الفرات او ما يسمى "الجزيرة".
واصابت لعنة التهجير المسيحيين في حمص ومنطقتها، بدءا من المدينة التي كانوا يتوزعون احياءها مع المسيحيين السنة والعلويين، ومنها الى الارياف.
وابرز القرى التي نالها التهجير بلدة القصير التي تهجر اهلها المسلمون والمسيحيون بعدما تحولت ساحة قتال، في حين صمدت ربلة والقرى والبلدات المسيحية والشيعية الاخرى في تلك الناحية.
وفي مزيد من الشهادات، ان الوجود المسيحي في مدينة حماه هو ضعيف اصلا ولا تقيم عائلات مسيحية كثيرة هناك، في حين ان الحضور المسيحي الكبير في تلك الانحاء يتركز في مدينتي محردة (مسقط رأس البطريرك هزيم) والسقيلبية، وسكان البلدتين من الروم
الارثوذكس.
ورغم تعرض البلدتين للهجوم صمدتا ولم تسقطا ولم تتهجرا، والى الشمال الغربي من حلب، دائما حسب الشهادات، بلدتان مسيحيتان تم تهجير اهلهما قرب اريحا هما الغنيمية وكنسدا وسكانهما من اللاتين.
وقد تعرضتا لاعتداءات وانتقل سكانهما الى المناطق السورية الاخرى، ولا سيما وادي النصارى والساحل السوري.