ويسرد الكاتب الأمريكي كيف استطاع التوصل الى الاستنتاج الأخير حول ضلوع السعودية وإسرائيل بضربة خان شيخون الأمريكية، وقام باري بدراسة معمقة لتقرير صدر عن المجلس الأمني القومي الأمريكي في عهد الرئيس الحالي دونالد ترامب وتبين للصحافي أن هناك تناقضات كثيرة في المعلومات والهدف الرئيسي من التقرير هو مجرد اتهام القوات السورية بالضربة الكيميائية في خان شيخون دون أي دلائل واضحة ومثبتة.
واستنادا الى التقرير الأمريكي المتناقض يقول باري:" أن الولايات المتحدة الأمريكية لديها اثباتات حسية عن طائرة سورية عسكرية أقلعت من مطار شعيرات محملة بمادة السارين، وفي مقطع اخر من التقرير يذكر أن الإستخبارات الأمريكية رصدت اتصالات لاسلكية بين جنود من الجيش السوري قبل الضربة الكيميائية، لكن وبشكل متناقض في مقطع أخر من التقرير يذكر أن هناك معلومات سرية لا يمكن الإفصاح عنها وذلك لحماية الأدلة والشهود وكل شيء مرتبط بالقضية".
Robert Parry reports on Trump's decision to withhold his alleged evidence on the Syrian chemical-weapons case, https://t.co/qUsWeECGF3
— Robert Parry (@Consortiumnews) April 12, 2017
ويتابع باري: " الدليل القاطع يمكن معرفته من خلال مراجعة صور الأقمار الإصطناعية، لكن لماذا الإدارة الأمريكية واستخباراتها ترفض الكشف عن هذه المعلومات؟ وهل للولايات المتحدة قدرات أخرى على معرفة الحقيقة؟".
ويوضح باري من خلال تعليقه على التقرير:"بعد الضربة الكيميائية على خان شيخون مباشرة، نشرت معلومات من الإستخبارات الأمريكية تفيد أن المجال الجوي للمنطقة لم يرصد أي حركة لأي طائرات، ولكن بعد ساعات أشاروا الى رصد طائرة من دون طيار في المجال الجوي لمحافظة ادلب في خان شيخون، والتي اعتبروها المنفذة للضربة الكيميائية".
ومن خلال مصادر سرية حصل الصحفي عليها، أشار أن الخبراء الذين كشفوا طائرة من دون طيار وبعد صعوبات جمة في تقدير مسار الطائرة، استطاعوا معرفة مكان اقلاعها وهو مطار واقع في الأردن.
وبرأي الصحفي الأمريكي واستنادا لمعلوماته فإن الطائرة اقلعت من موقع تابع لجهات سعودية وإسرائيلية مهمتها التنسيق ومساعدة المعارضة السورية المسلحة، والطائرة تحمل المواد الكيميائية التي ضربت بلدة خان شيخون السورية. ووفقا لتحليل الصحفي باري اعتبر أن الخطوة السعودية جاءت بعد تصريحات ترامب حول بقاء بشار الاسد وأن الإدارة الامريكية لا تبدي الاولية للأزمة السورية كما في السابق مما دفع السعوديون الى الإقدام على خطوة كهذه لتغيير المسار الأمريكي وإعادة توجيه بوصلة الإدارة الامريكية الى الأزمة السورية. ويضيقف الكاتب وبتلك الضربة نجح السعوديون بإعادة موضوع الأسد وتأزيم العلاقات بين روسيا و الولايات المتحدة من جهة أخرى.