واعتلى عون والحريري المنصة الرئيسية للمؤتمر الاغترابي، إلى جانب وزير الخارجية جبران باسيل، وتناوبا على توقيع المرسوم، وسط تصفيق حار من الحضور الذي قارب 1500 شخص.
وقال عون، في كلمة أمام المغتربين، "أنتم تنتمون إلى وطن صغير ولكن انتشاره البشري غطى الكرة الأرضية وجعل اسمه على مساحة العالم بأسره". وأشار إلى أن "تاريخ لبنان مع الهجرة مؤلم، ضريبة جديدة عاطفية تدفعها عائلاتنا"، لافتا إلى أنه "كما عليكم واجب الوفاء للدول التي احتضنتكم، عليكم أيضا واجب الوفاء للوطن الأم، ولا تنسوا أنكم تحملون إرث حضارة عظيمة".
وأكد أن "الهجرة ضريبة عاطفية تدفعها عائلاتنا منذ أن تحولنا الى بلد يصدر أبناءه بدل أن يصدر إنتاجه"، لافتا إلى أن "الانسلاخ عن الوطن لم يأت نتيجة ترف أو نزوة، بل بفعل أوضاع سياسية واجتماعية واقتصادية صعبة دفعت بأبنائنا خارج حضن الوطن".
من جهته، قال باسيل "ويل لوطن إذا فضل المهاجرين إليه على المهاجرين منه. نحن نقاتل من أجل قانون انتخاب يتضمن 6 نواب لتمثيل المغتربين". أضاف: "أثمرتم طاقة أكبر من كل طاقات الشرق وأثبتم أنكم رسل الله في ميدان الإنسان ورسل لبنان في ميادين العالم، أنتم أصحاب حقوق وحقوقكم في ذمة هذا الوطن".
وتابع:" نعلن اليوم عن خريطة التكامل الاقتصادي بين لبنان المغترب ولبنان المقيم ووجعنا الأكبر ألا نستحق هذا الوطن وهذا الوجع تخففه فرحة اللقاء بكم". وقال: "نهيء قانون المجلس الوطني للاغتراب وحقكم علينا أكثر من مؤتمر سنوي في لبنان. عودوا فنحن اليوم في قطار الجمهورية يقود بنا رئيس ميثاقي ويسلك بنا على سكة الميثاقية واللبنانية".
وكانت وزارة الخارجية اللبنانية أعلنت عن بدء إجراءات استعادة الجنسية للمنحدرين من أصول لبنانية والذين يشكلون ثلاثة أضعاف المقيمين في لبنان.
وجاء ذلك بعد تحضيرات استمرت أكثر من 10 سنوات، وبعد إقرار البرلمان لقانون استعادة الجنسية قبل عدة أشهر.
كذلك، قال باسيل إنه تم إنجاز مختلف المراسيم الخاصة بهذا الملف، والتي تنظم التعاون بين اللبنانيين الموجودين في دول الانتشار العالمي، والذين يتوزعون على أكثر من 150 دولة، مع سفراء وقناصل لبنان فيها، أو مباشرة مع وزارة الخارجية.
وبحسب السلطات اللبنانية، يعيش حوالي 12 مليون لبناني خارج البلاد، أي ما يقارب ثلاثة أضعاف عدد سكان لبنان المقيمين فيه.