وفي ظل محاصرتهم في منطقة آخذة في الانكماش دون سبيل للخروج يلجأ المسلحون إلى السيارات الملغومة والقناصة الذين يختبئون وسط مئات الآلاف من المدنيين الذين يحتجزونهم رهائن.
وقال مراسل لـ"رويترز" في حي الهرمات الذي استعادت القوات العراقية جزءا منه إن المنطقة شهدت قتالا شرسا اليوم الثلاثاء.
وشنت طائرات حربية ضربات جوية وقصفت طائرات هليكوبتر مواقع تابعة للتنظيم بينما انفجر عدد من السيارات الملغومة في المنطقة. وأمكن سماع دوي إطلاق نيران قناصة كثيف وقذائف مورتر.
وقال متحدث باسم قوات الرد السريع العراقية إن 250 عضوا في "داعش" قتلوا في الهرمات خلال الأيام الخمسة الماضية.
وخرجت مئات الأسر من الهرمات و17 تموز وغيرها من الأحياء الواقعة على الخطوط الأمامية للقتال لتنضم إلى نحو 435 ألف شخص نزحوا من القطاع الغربي للموصل منذ بدأت القوات العراقية الهجوم في فبراير/ شباط وفقا لأرقام الأمم المتحدة.
يقول أبو أحمد (44 عاما) الذي ركب عربة فان تقل مدنيين إن المتشددين أجبروا 48 شخصا على الدخول في قبو منزله في منطقة مشيرفة قبل أن يطلقوا نيران أسلحتهم منه. والهدف كان استدراج القوات العراقية لضرب المنزل وبالتالي تأليب المدنين عليها.
ومضى قائلا "لقد حاولوا إخافتنا كي نساعدهم وقالوا إن الجيش سيغتصب نساءنا لكننا لم نصدقهم".
وقال العميد مهدي عباس عبد الله، من قوات الرد السريع اليوم الثلاثاء، إنه مع عدم وجود طرق للهرب يحاول عدد متزايد من المتشددين مغادرة المدينة بالتخفي بين المدنيين الفارين.
وأوضح العميد عبد الله أن القوات العراقية تفحص كل الأسر الخارجة من الموصل.
وتزداد الظروف صعوبة في الأحياء القليلة المتبقية تحت سيطرة المتشددين مع نفاد الغذاء وسقوط مدنيين قتلى في القصف.
وقال ساكن في حي 17 تموز لـ"رويترز" عبر الهاتف إن 10 أشخاص على الأقل قتلوا منهم ابن جاره نتيجة ضربات جوية وقذائف مورتر منذ أمس الإثنين.
وقال لـ"رويترز" "الصواريخ تسقط على رؤوسنا كالمطر".
وأوضح أن المتشددين يحرقون مركبات مدنية لتكوين سحب دخان تحول دون المراقبة الجوية وإنهم اتخذوا مواقع على أسطح البنايات المرتفعة ويضعون أحزمة ناسفة. وتابع يقول "الخوف والارتباك واضح على وجوههم".
وقال الفريق عبد الأمير رشيد يارالله قائد الحملة في بيان إن جهاز مكافحة الإرهاب استعاد المنطقة الصناعية اليوم الثلاثاء.
وقالت امرأة في حي الإصلاح الزراعي المجاور الذي لا يزال تحت سيطرة "داعش" إنها تستطيع الآن رؤية العلم العراقي من بعيد.
وأضافت الامرأة التي اضطرت إلى أكل الحشائش "سنموت من الجوع إن لم يصلوا إلينا خلال أسبوع. رغم القصف العنيف نحن سعداء لاقتراب القوات العراقية منا".