عمّان ــ سبوتنيك. وقال الرديسات في تصريح خاص لـ"سبوتنيك": "فكرة ما يسمى بالناتو العربي ليست واقعية على الإطلاق، وذلك لعدم وجود عالم عربي موحد أو دول عربية تحمل أهدافا محددة متفق عليها ويمكن تحقيقها من خلال أي تحالف عسكري، بل على العكس من ذلك تماما المنظومة العربية تشهد حاليا صراعات داخلية وتناقضات في المصالح، وما يحدث هو أن كل دولة تسعى لتحقيق أجندتها الخاصة لاسيما حيال عدد من القضايا الإقليمية كالأحداث في سوريا وليبيا واليمن والعراق والقضية الفلسطينية".
ورأى الرديسات أن الحلف المقبل "سيمنى بالفشل إن تمحورت أهدافه وشعاراته على التصدي للأخطار الإيرانية المحدقة بالمنطقة العربية، هذا إذا افترضنا فعلا أن لإيران أطماع في المنطقة، وذلك لأن التصدي لما يوصف بالمد الفارسي لا ينبغي أن يكون أولوية لأي دولة عربية، بل إن أولوية العمل العربي الموحد يجب أن توجه لمحاربة المشروع الصهيوني الذي يقف سدا منيعا أمام النهضة العربية المنشودة ومشروعها الموحد".
وتابع الرديسات "إن الحلف في حال ولادته سيكون مشروعا مرحليا فقط ولن تكتب له الاستمرارية، وذلك لأنه لا يعدو عن كونه خطة لمواجهة إيران كما أنه معني بالدرجة الأولى بتحقيق مصالح الولايات المتحدة الأميركية ومصالح بعض دول الخليج، وليس مصالح الأمة العربية أو أهدافها الاستراتيجية إن وجدت، هذا بالإضافة إلى الرابح الأكبر من هذا الحلف هو إسرائيل التي ستتعاون بشكل أو بآخر مع الدول العربية المنضوية فيه والتي هي بدورها ستهرول تباعا للتطبيع المجاني مع تل أبيب".
واختتمت، أمس الأحد، فعليات لقاءات الرياض التي ضمت قمة أميركية —سعودية، وقمة عربية إسلامية أميركية بحضور قادة أكثر من 50 دولة، عبّرت فيه الدول المشاركة عن استعدادها لتشكيل قوة من 34 ألف جندي لمحاربة الإرهاب وقيام تحالف "الشرق الأوسط الاستراتيجي" رسميا العام المقبل.