وقدمت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية في مقال يكتبه الكاتب البريطاني الشهير، روبرت فيسك، تقريرا حول ما قالت إنه شخصية من قلب التاريخ تقدم صورة مختلفة للإسلام.
وقدم فيسك عرضا لتاريخ أمير مسلم، وهو الأمير عبد القادر، الذي حارب الاحتلال الفرنسي للجزائر، وشهد أعدائه قبل حلفائه بنزاهته وسماحته.
وقال الكاتب البريطاني: "الأمير عبد القادر نموذج للأمير المسلم، والشيخ الصوفي المحارب الشرس الإنسان، الذي حمى شعبه ضد البربرية الغربية، وحمى المسيحيين ضد البربرية الإسلامية".
وأشار إلى أنه من فرط عظمته أصرت السلطات الجزائرية على إعادة عظامه إلى الجزائر من العاصمة السورية دمشق، التي كان منفيا فيها ووافته المنية فيها يوم 26 مايو/أيار عام 1883.
@elissakh بريطانيا تدعو مواطنيها الي دراسة سيرة الامير عبد القادر فمادا يعرف العرب عنه و ما علاقة مسيحيين في لبنان و سوريا pic.twitter.com/AF0umTglbs
— amira (@amiraalgeriano) May 27, 2017
وحظي الأمير عبد القادر باحترام أعدائه قبل حلفائه، خاصة وأنه كان يمنع مقاتليه من تدمير أو حرق أي كتب، كما أنه كان مؤمنا بحقوق الإنسان بمفراداتها الحالية.
وحظى الأمير عبد القادر بدعم الفلاسفة الفرنسيون في مواجهة احتلال بلادهم للجزائر، وأبرزهم فيكتور هوغو، واللورد لندنديري، كما أنه حظي باحترام لويس نابليون بونابرات، الذي أصبح فيما بعض الإمبراطور نابليون الثالث.
في مثل هذا اليوم 26ماي من سنة1883
— FADEL ZOUBIR (@FADELZOUBIR) May 25, 2017
توفي #الأمير_عبد_القادر ب #دمشق أي مرور 134سنة على وفاة #الأمير
باعث الدولة #الجزائرية الحديثة
رحمك الله pic.twitter.com/Cuyn9htUp8
ورغم أن الأمير عبد القادر شن حرب عصابات على واحدة من أكثر جيوش الغرب تجهيزا وقوة، إلا أنه أسس دولة في غرب الجزائر، وظف فيها مستشارين مسيحيين ويهود، وكان يعامل الأسرى الفرنسيين بإنسانية مفرطة، حتى أنه عين كاهن لهم حتى يتمكنوا من أداء صلواتهم كاملة.
ولكن أبرز مواقفه النبيلة لم تكن في الجزائر، بل كانت في منفاه بدمشق، حيث نشبت عام 1860 حرب أهلية، ووجد السكان المسيحيون أنفسهم محاصرين من قبل مهاجمين، الذين كانوا حينها يمارسون أعمالا تشبه تلك التي يمارسها "داعش"، بحسب الكاتب البريطاني.
#الامير عبد القادر الجزائري pic.twitter.com/WK78iiObew
— Khallil Abderrahmane (@baqir1282) May 14, 2017
وتابع فيسك قائلا "كان يحمل المقاتلون السيوف والسكاكين ويستعدون لذبح كافة المسيحيين المحاصرين، ولكن الأمير عبد القادر أرسل حراسه الجزائريين، الذين كانوا يحرسونه في دمشق، لشق طريق رافقوا فيه أكثر من 10 آلاف مسيحي (وقال بعض المؤرخون إنهم كانوا 15 ألف مسيحي) حتى وصلوا إلى منطقة آمنة".
وعندما تجمع المقاتلون عند بيته، غاضبين من إنقاذه للمسيحيين المحاصرين، خطب فيها خطة يمكن أن توصف بأنها أقوى الخطابات التي يمكن مواجهة الفكر الإرهابي والمتطرف بها، والتي يتجاهلها الإعلام الغربي بصورة كبيرة.
وقال الأمير عبد القادر في خطبته: "هل هذه هي الوسيلة التي تحترمون وتقدسون بها الرسول؟ الله سينتقم منكم! العار عليكم! العار عليكم!، سيأتي اليوم الذي ستدفعون فيه ثمن جرائمكم تلك….أنا لن اسلم لكم ولا مسيحي واحد، إنهم إخواني، اخرجوا من هنا، وإلا أمرت حراسي بالقضاء عليكم".