وقالت صحيفة "عكاظ" السعودية: "الحكومة القطرية أمام خيار صعب إما مراجعة شاملة وإعادة تصويب، وإما التشبث بخندق موالاة إيران والجماعات الإرهابية التي يرفضها الحلفاء الخليجيون والغربيون والعرب".
وبحسب رصد أجرته "عكاظ" على مدى الأيام الماضية، فإن هناك تشابهاً كبيراً بين الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي التي تهاجم السعودية منذ أعوام وتحاول نشر الإحباط في الشارع، وهو أنها انبرت للدفاع عن قطر منذ الليلة التي أطلق فيها أمير قطر تميم بن حمد تصريحاته التي هاجم خلالها أشقاءه في دول الخليج وامتدح إيران وحزب الله، واعتبر حركة حماس الممثل الشرعي للفلسطينيين.
وبعد التدقيق في محتوى التغريدات، اتضح جليا أن هذه الصفحات تمثل توجهاً واضحاً، مهمتها الأساسية التركيز على مهاجمة السعودية والدفاع عن قطر وتصريحات أميرها، في حين دأبت التغريدات السابقة والقديمة في الحسابات ذاتها على الدفاع عن تنظيم الإخوان المتطرف وقياداته، ووفقا لـ"عكاظ"، فأن هذه الصفحات ما هي إلا كتائب إلكترونية "قطرية" على مواقع التواصل.
ومن جانبها توقعت صحيفة "الرياض" السعودية وقوع انقلاب سادس في قطر بعد سلسلة الانقلابات الخمسة التي جرت في الدوحة بداية من عام 1971 وحتى عام 2013، وذلك عبر سيناريوهين.
بعد أربع سنوات من الحكم لم ينجح تميم في كسب أي صديق أو قريب، بل حصد عداوة الجميع، فالتهديد الأول الذي ينتظره يأتي من أسرة أحمد بن علي التي تسعى للانتقام، وذلك لأنها صاحبة الحق الأصلي والشرعي في حكم قطر، والمنتسبة لأول حاكم للإمارة عقب الاستقلال عن الاحتلال البريطاني فى 1971، إذ أصدرت الأسرة بيانا تعتذر فيه للمملكة والإمارات عن سياسات "تميم"، فى إشارة مهمة وربما تحمل إشارات على تحركات من جانب الأسرة لوضع حد لأسرة خليفة واستعادة حكمهم الذى خطفه جد تميم.
السيناريو الثاني
يأتي التهديد الآخر لتميم من والده حمد بن خليفة آل ثاني، ونجله مشعل، الذى كانت قد أبعدته "موزة" عن المشهد لصالح نجلها تميم، وذلك للانتقام لنفسه وحتى يضمن لنفسه عودة هيبته التي أسقطها ابنه "تميم".
وكانت أسرة آل ثاني حكام قطر الأصليون وأبناء عمومة "تميم" قد تبرأت من الرسوم المسيئة للمملكة التى نشرتها قناة الجزيرة، ووجهت العائلة اعتذارها وذلك من خلال بيان بعثوا به لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولشعب المملكة.
وقالت عائلة آل ثاني، إن "رفض العائلة لسياسات تميم حاكم قطر لم يعد قابلا للكتمان أو التخطي، وأنهم يعلنون التبرؤ من تلك السياسات قبل أن تغرق المركب بالعائلة بسبب أفعال تميم بن حمد، مبدين غضبهم من سياسات تميم تجاه دول الخليج".
وصدر بيان الاعتذار معنونا بـ"بيان فرع أحمد بن على من أسرة آل ثاني"، هو أول حاكم لدولة قطر بعد الاستقلال.
وفقا لـ"الرياض"، فأن صدور مثل هذا البيان يكشف مدى عمق الانشقاق ويشير إلى أن العائلة تعلن أن الكيل قد فاض بها من سياسات تميم، وأن قطر قد تكون مقبلة على انقلاب جديد في الحكم يعيد الدولة إلى الأسرة الأصلية الحاكمة.