وقامت كلٌّ من السعودية والإمارات والبحرين ومصر وعدة دول أخرى بقطع علاقاتهم الدبلوماسية بقطر، بسبب دعمها واحتضانها للجماعات "الإرهابية"، وتدخلها في الشؤون الداخلية للدول العربية.
بحسب ما أعلنت الدول المقاطعة.حركة "حماس" بدورها لم تعلق على حملة المقاطعة التي شهدتها قطر، بل وحاولت نفي أن تكون الدوحة قدمت لائحة للحركة بأسماء بعض القيادات مطالبةً إياها بخروجهم من أراضيها، كما انتقدت الحركة تصريحات وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الذي دعا قطر لقطع علاقاتها مع "حماس" متمهاً إياها بـ"الإرهاب".
مصدر مطلع في حركة "حماس" أكد لـ"سبوتنيك" صحة التقاير التي تحدثت عن مغادرة قيادات من حركة الحركة لقطر نتيجةً للضغوط التي تتعرض لها في الآونة الأخيرة.
ولم يدلِّ المصدر بأيٍّ من أسماء القيادات التي غادرت الدوحة نتيجة طلب السلطات القطرية.
الجدير بالذكر أن قطر تستضيف منذ فترة طويلة مسؤولين بارزين في حركة "حماس" من بينهم رئيس المكتب السياسي السابق خالد مشعل، فيما رجحت تقارير إعلامية أن ينتقل رئيس المكتب السياسي الجديد للحركة إسماعيل هنية من قطاع غزة إلى الدوحة في أقرب فرصة.
المحلل السياسي أكرم عطالله قال في حديثه لـ"سبوتنيك"، إنه بالتأكيد سيطال حركة "حماس" عواقب وخيمة جراء الصراع الخليجي القائم، كون أن الدول المقاطعة لقطر تشترط قطع علاقتها مع "حماس" وترحيل قادتها.
وأوضح عطالله أن قطر تعتبر النصير الوحيد لحركة "حماس" في المنطقة، وإذا ما اشتدت الضغوطات على الدوحة، واضطرت لقطع العلاقات مع "حماس"، ستفقد الحركة هذا النصير وتبقى وحيدة في المنطقة.
وأكد أنه من أبرز الملفات التي ستؤثر على حركة "حماس" في غزة هو الملف المالي، منوهاً إلى أن "قطع قطر علاقاتها مع حماس يعني توقف الدعم المالي الكبير الذي تغدق به الدوحة على قطاع غزة منذ سنوات".
وساهمت قطر بدفع نحو 1.5 مليار دولار لإنشاء مشاريع تحتية وصحية وخدماتية في قطاع غزة منذ عام 2012، في الوقت الذي لا زال القطاع يعاني من تدني المستوى المعيشي بشكل كبير، وتدهور الأوضاع الإنسانية وتفاقمها.
وعن ردة فعل "حماس" على الأزمة الحالية أشار عطا الله إلى أن "حماس ستظل تبرر وتتفهم حجم الضغوطات على قطر، وتحاول أن تدرك أن هذا الأمر جاء رغماً عنها وليس برغبتها".
أما عن الخيارات أمام الحركة، لفت عطالله إلى أن الخيارات دائماً مفتوحة، لكنها تنحصر وتضيق على حركة "حماس" وليست كما السابق، مضيفاً "الخيار الأول هو بالمصالحة الفلسطينية مع حركة فتح، كذلك الخيار الإيراني ما زال مطروحاً أمام الحركة، إضافة للخيار المصري".وأضاف، "دعوة مصر لقيادة حركة حماس في الآونة الأخيرة تأتي في إطار رغبة القاهرة في استمرار التواصل مع القطاع ومع النظام الحاكم فيه، لبحث إمكانية النجاة بقطاع غزة من هذا الوضع الكارثي".
يشار إلى أن وفداً من حركة "حماس" يترأسه رئيس المكتب السياسي للحركة في قطاع غزة يحيى السنوار ويضم قيادات بازرة، وصل إلى مصر قبل أيام لبحث آفاق القضية الفلسطينية في ضوء التطورات الإقليمية.
وكانت حركة "حماس" قد نأت بنفسها عن جماعة الإخوان المسلمين المصرية، وذلك من خلال ما كشفته وثيقتها السياسية الجديدة التي أعلنت عنها الشهر الماضي في الدوحة، حيث توقع محللون أن تدفع هذه الخطوة إلى تعزيز العلاقات المصرية مع "حماس".
وعن إحتمالية شن إسرائيل حرب جديدة على قطاع غزة في ظل الأوضاع القائمة، قال عطالله إن "هذه فرصة نموذجية لإسرائيل لشن عدوان جديدة على قطاع غزة، في الوقت الذي تتجه أنظار العالم إلى الخلاف الخليجي، وفي ظل حالة العداء القائمة لحركة حماس عربياً"، مضيفاً، "على الأقل لن يلقَ هذا العدوان ممانعة دولية، إن لم يكن مبرراً بشكل كامل".