فكان رأي د.هالة منصور، أستاذ علم الاجتماع بـ"جامعة بنها"، المصرية، أن عمليات التجميل أصبحت ظاهرة اجتماعية، تحوي نوعا من التقليد والرفاهية، ودرجة من درجات الضغط الاجتماعي، خاصة في ظل الوفرة المالية، مما حولها من مجرد "كماليات" إلى "أساسيات" عند الكثيرين.
وعن احتلال تلك العمليات مساحة كبيرة من اهتمامات الذكور في المجتمعات العربية، قالت د.منصور، إن السبب في ذلك يعود إلى "أن مفهوم الرجولة المرتبط بالشهامة، وقوة الشخصية والامكانيات الذكورية، لم يعد مطروحا بقوة أمام الاهتمام بالمظهر والشكل الخارجي، إلى جانب الرفاهية وتقليد النماذج الغربية، واتباع آخر صيحات وخطوط الموضة العالمية الخاصة بالرجال، والتي احتلت مساحة كبيرة من اهتمامات الذكور في المجتمعات العربية".
أما عن نتائج عمليات التجميل الاجتماعية، فقالت أستاذ علم الاجتماع "إنه قد نتج عنها العديد من المشكلات الاجتماعية، والصحية، والنفسية أيضا، عند من أجرى تلك العمليات وابتعد عن هويته الأصلية بنتيجتها، أو عند من لم يستطع إجراءها لعدم توفر الإمكانيات المادية، ناهيك عن تضارب الآراء الدينية حول جواز تلك العمليات من عدمه شرعا".
وأضافت، "كما أنها تؤدي إلى نوع من أنواع التشتت في الفكر والعلاقات، نتيجة تغيير الشكل وافتقاد الهوية واغتراب الشخص عن نفسه، وتؤدي أيضا إلى مشاكل صحية نتيجة سلبيات تلك العمليات".
حيث أنها بعد أن فقدت جزءا كبيرا من وزنها، عقب إجراء العملية، قللت من جرعة الأنسولين اليومية التي كانت تتناولها بأمر الطبيب على مر أعوام، وأوقفت علاج الضغط نهائيا، إلى جانب ما أصبحت تتمتع به من ثقة في النفس، وسعادة غير عادية، نتيجة الرشاقة وخفة الحركة التي أحسّتها —بحسب تعبيرها-.
أما خبيرة التجميل، نوران يوسف، فقد رأت أن انتشار هذا الموضوع أصبح يقترب من الحالة المرضية العامة التي سادت المجتمعات العربية، وأرجعت خبيرة التجميل ذلك إلى حالة عدم الرضا العام التي تسيطر على العقول العربية.
لكنها أوضحت أنها "ليست ضد إجراء تلك العمليات، متى ما استلزمت الحالة ذلك، ولكن التطرف والإسهاب في إجراء عمليات التجميل، دون سبب مقنع وموجود، فهو أمر سلبياته أكثر من إيجابياته".