وطبق التنظيم تفسيره المتشدد للشريعة الإسلامية الذي يربط أي دمية ذات وجه مثل العرائس بالوثنية وعبادة الأصنام. وشجع الصغار على التدرب على الأسلحة وغير في الكتب الدراسية لتعكس فكره القتالي. وطلب من الأطفال استخدام القنابل والرصاص في أسئلة الجمع والطرح في مادة الرياضيات.
وكان المتشددون يسمحون بإقامة صلاة العيد لكنهم لم يسمحوا بالاحتفالات.
لكن بالنسبة لكثيرين خيم على أجواء العيد دمار مئذنة الحدباء التاريخية التي فجرها المتشددون مع مسجد النوري يوم الأربعاء ومخاوف على سلامة آلاف المدنيين المحاصرين في المدينة القديمة في غرب الموصل التي لا تزال خاضعة لسيطرة "داعش".
وقال رجل في الستينيات من عمره نزح من الشطر الغربي للموصل التي يقسمها نهر دجلة "لن يكون العيد عيدا حقيقيا قبل أن نعود إلى منازلنا".
وعبر البعض عن حزنهم على انهيار مئذنة الحدباء التي كانت ترتفع لنحو 45 مترا وجامع النوري الكبير الذي يعود تاريخ بنائه إلى 850 عاما.
وقال الرجل الذي طلب عدم ذكر اسمه بسبب استمرار الخوف على الرغم من أن القوات العراقية طردت المتشددين من الشطر الشرقي من المدينة قبل عدة أشهر "لم يعد العيد كما كان".
واستعادت القوات العراقية السيطرة على الشطر الشرقي من الموصل في يناير كانون الثاني بعد 100 يوم من القتال وبدأت في الهجوم على الشطر الغربي في فبراير شباط. وتحاصر القوات حاليا المتشددين في المدينة القديمة.
ورد "داعش" بسلسلة هجمات انتحارية في حي التنك وهو حي فقير إلى الغرب من الموصل القديمة.
وقال بيان للجيش "القوات الأمنية تصد هجوما عنيفا بالأحزمة الناسفة بحي التنك بالجانب الأيمن" ونشر صورا لدخان أسود قال إنه نتيجة حرائق أضرمها المتشددون في منازل وسيارات.
وقال رئيس الوزراء العراقي في بيان "مع حلول أيام عيد الفطر المبارك وقرب انتصار قواتنا البطلة النهائي على عصابات داعش الإرهابية أتقدم بخالص التهاني وأسمى التبريكات للعراقيين بكل مسمياتهم وألوانهم بهذه المناسبة".
ويقدم تحالف دولي تقوده الولايات المتحدة دعما جويا وبريا للهجوم المستمر منذ ثمانية أشهر لطرد المتشددين من معقلهم الرئيسي في العراق.
وقدر لواء في الجيش العراقي اليوم الأحد أعداد مقاتلي "داعش" الذين يحاربون في المدينة القديمة بنحو 350 مسلحا أغلبهم من الأجانب وتوقع أن تنتهي المعركة خلال أيام.
وقال اللواء الركن سامي العارضي أحد قادة جهاز مكافحة الإرهاب "أغلب الجثث لأجانب وأغلب المقاتلين أجانب. منهم من يحاول الفرار عبر دجلة".
وتقود وحدات دربتها الولايات المتحدة على حرب المدن القتال في متاهات الشوارع الضيقة بالمدينة القديمة التي تقع على الضفة الغربية لنهر دجلة.
وقال العارضي للتلفزيون الرسمي إن أكثر من 50 ألف مدني، وهم نصف سكان المدينة القديمة، لا يزالون في المناطق الخاضعة لسيطرة "داعش" مما يعرقل تقدم القوات في الهجوم.
وروى من تمكنوا من الفرار أن المدنيين محاصرون في منازل قديمة متداعية في ظروف معيشية مروعة وليس لديهم إلا القليل من الماء والغذاء والأدوية.
وتقول منظمات إغاثة إن "داعش" منع الكثير من السكان من المغادرة لاستخدامهم دروعا بشرية. وقتل المئات من المدنيين لدى محاولتهم الفرار من المدينة القديمة على مدى الأسابيع الثلاثة الماضية.
وكانت السلطات العراقية تأمل في إعلان النصر في الموصل بحلول عطلة العيد.
وقال العارضي إن وحدة مكافحة الإرهاب تبعد نحو 25 مترا عن مسجد النوري الذي أعلن منه زعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي دولة "خلافة" على أجزاء من العراق وسوريا قبل ثلاثة أعوام.
وكانت الحكومة العراقية تأمل في البداية في أن تستعيد الموصل بنهاية عام 2016 لكن الحملة استغرقت وقتا أطول مع تعزيز "داعش" لمواقعه في مناطق يقطنها مدنيون وقيامها بشن تفجيرات انتحارية بسيارات ملغومة ونشر ألغام وإطلاقها وابلا من نيران القناصة وقذائف المورتر.
وتعني السيطرة على الموصل نهاية فعلية للشطر العراقي من "الخلافة" لكن التنظيم لا يزال يسيطر على مناطق في العراق وسوريا.
وترك البغدادي القتال في الموصل لقادة محليين في "داعش" ويعتقد أنه فر إلى منطقة صحراوية ممتدة بين العراق وسوريا.