وحسب (د.ب.أ) قالت المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل أمس السبت بعد أن نجحت في توجيه دفة قمة مجموعة العشرين بعيداً عن مختلف العوائق التي وضعها ترامب على الطريق، فى إطار سعيه لفرض جدول أعماله الاقتصادي الوطني في قمة هامبورغ: "يمكننا تحقيق المزيد من العمل معاً أكثر من العمل بمفردنا".
وبالكاد وقبل شهرين، كان قادة العالم يشعرون بالقلق إزاء ترامب بعد ظهوره كشخصية غريبة الأطوار خلال اجتماع لمجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى في إيطاليا وفى قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) في بروكسل.
وبعيداً عن انتقاده لشركاء واشنطن فى حلف شمال الأطلسي لعدم مساعدتهم الولايات المتحدة على تقاسم العبء المالي للتحالف العسكري، فإن ترامب أغضب قادة مجموعة السبع بقوله لهم إنه يعتزم الانسحاب من اتفاق باريس حول تغير المناخ الذي وقعته 153 دولة. وقد فعل هذا بعد مدة قصيرة من ذلك.
وفي الوقت ذاته، فإنه كرر بغضب زعمه بأن اتفاقات التجارة الدولية الكبيرة والعولمة قد كلفت أمريكيين وظائفهم وذلك مع بدء عرضه لجدول الأعمال الاقتصادي الذي تبنى فيه شعار "أمريكا أولا".
وقد أجبر ذلك كله جميع القادة الأوروبيين على التأمل والتفكير.
وقالت ميركل خلال فعالية حزبية عقب زيارة ترامب لأوروبا: "لقد انتهت جزئياً الأيام التي كان بوسع (ألمانيا) أن تعتمد فيها على الآخرين بشكل كامل"، مضيفة: "لقد مررت بذلك خلال الأيام القليلة الماضية".
وأضافت ميركل التي اصطدمت مع ترامب حول مجموعة من القضايا بما فيها قضايا التجارة وتغير المناخ واللاجئين: "نحن الأوروبيون، يتعين علينا أن نتحكم في مصيرنا بأيدينا".
لكن خلال الأيام القليلة الماضية في هامبورغ، يبدو أن قادة العالم قد درسوا شخصية ترامب، وتكاتفوا سويا للتصدي له بنجاح في مسألة تغير المناخ، وأكدوا مجدداً التزامهم القوي بالتجارة الحرة.
واعترفت مجموعة العشرين في بيانها الختامي بأن هناك حاجة إلى فعل المزيد من أجل تقاسم فوائد العولمة و"دور أدوات الدفاع المشروعة في التجارة".
لكن قادة المجموعة أصروا على أنهم "سيواصلون الكفاح ضد الاتجاهات الحمائية، بما في ذلك جميع الممارسات التجارية غير العادلة".
ويبدو أن التسعة عشر الآخرين من قادة مجموعة العشرين أصبحوا أقل ميلاً للخضوع للترهيب جراء تحرك الرئيس ترامب الشهر الماضي بالانسحاب من اتفاق باريس بشأن تغير المناخ لعام 2015، قائلين ببساطة أنهم أحيطوا علماً بالقرار الأمريكي بالانسحاب من الاتفاق.
وقال القادة التسعة عشر للرئيس إنهم يؤكدون مجدداً على التزامهم القوي باتفاق باريس ويعتزمون تنفيذه بالكامل، بحسب البيان الختامي لقمة مجموعة العشرين التى أنهت أعمالها أمس السبت.
كما أنهم رفضوا دعوة ترامب لإعادة التفاوض على اتفاق باريس قائلين إن الأطراف الموقعة عليه تعتقد ان الاتفاق "لا رجعة فيه".
تلك الكلمة البسيطة حظيت بردود فعل تتسم بالترحيب من بعض الأطراف.
وحسب وكالة الأنباء الألمانية، قال كلاوس ميلكه، المتحدث باسم مجموعة "اف 20"، وهي تحالف للمنظمات التي تراقب الإجراءات في مجموعة العشرين، ورئيس المنظمة الألمانية شتيفتونغ زوكونفتس فايجكايت (مؤسسة الاستدامة): "المنطق الحقيقي للعمل المناخي قد انتصر اليوم، وقد اجتاز العالم أول اختبار مناخي يتعلق بترامب".
وأضاف "إنها علامة قوية على الوحدة بأن جميع الاقتصادات الكبرى باستثناء واحدة من الاقتصادات الكبرى… قد تعهدت سويا بتنفيذ اتفاق باريس، وقد أعلن تسعة عشر بلدا من مجموعة العشرين أن (اتفاق) باريس لا رجعة فيه".