ويقول الكاتب البريطاني إن ذلك الاجتماع المزعوم يقودنا إلى الاجتماع رقم 2. حيث أن كوشنر لم يحضر ذلك الاجتماع في العام الماضي فحسب، بل ترأس سلسلة من اللقاءات مع أحد أغنى الرجال في العالم لإعادة تمويل إحدى ممتلكاته في نيويورك بمبلغ يصل إلى 500 مليون دولار.
ويضيف هاوورد أنه خلافاً للقاءات مع ناتاليا التي انتهى الحديث معها بعد أن اتضح أن ليس لديها ما تقدمه، استمرت المحادثات مع القطريين لمدة عامين. فبفضل ثروتهم الهائلة، كان القطريون يقدمون الكثير من العروض الضخمة، واستمرت المحادثات بعد الانتخابات قبل أن تنتهي إلى نهاية مفاجئة في مارس / آذار عند إبعاد الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني.
ويقول الكاتب إنه بعد زيارة ترامب للمملكة العربية السعودية، قال عن الدولة الخليجية الصغيرة قطر بأنها ممول رئيسي للإرهاب قبل تكرار الادعاء في حديقة الورود بالبيت الأبيض بعد بضعة أسابيع. وشجعت كلمات الرئيس التحالف الذي تقوده السعودية بإطلاق الحصار الدبلوماسي والنقل على دولة الخليج الصغيرة الذي لا يزال مستمراً حتى يومنا هذا.
ويتساءل الكاتب "ولكن هل اختارت قطر عقابها لأنها على صلة بإيران، وأكبر مؤيد للإرهاب في العالم. وإذا كان الأمر كذلك، فلماذا حصلت أمريكا على قاعدة عسكرية قوامها 10 آلاف شخص هناك، أم لأنها فشل في دعم الأسرة؟".
ويشبه الكاتب البريطاني بين ما حدث بين ترامب وأسرته من جهة وبين قطر من جهة أخرى بأحد مشاهد فيلم "العراب"، قائلاً "يمكنك أن تسمع تقريباً دون فيتو كورليوني يقول "الانتقام طبق يفضل أن يقدم بارداً". ويضيف "حسنا، ربما فاترا إذا نظرنا إلى مدى سرعة ترامب والأسرة في الانتقام".
ويقول هاوورد إن مكتب كوشنر في المبنى 666 فيفث أفينو، مانهاتن، يواجه مشكلة مالية خطيرة لأنه لا يجلب ما يكفي من الإيرادات لسداد ديون الأسرة، والأسرة لديها أقل من عامين لتصل إلى مليار جنيه، فوائد مستحقة الدفع للرهن العقاري فقط. ويبحث المحققون الفدراليون حالياً في ما إذا كان كوشنر سعى للحصول على تمويل روسي للمبنى من الرئيس التنفيذي لبنك روسي مملوك للدولة في ديسمبر/ كانون الأول.
ويضيف الكاتب أنه عندما يتعلق الأمر بالانتقام، فإن عائلة كوشنر له تاريخ في ذلك. فوالد جاريد، تشارلز، استأجر مرة عاهرة لإغواء شقيق زوجته من أجل تعاونه مع تحقيق اتحادي ضده. والمشكلة هي أنك لا يمكن أن تدير البيت الأبيض مثل عصابات المافيا، لأنك على الأرجح في نهاية المطاف ستصطدم بقانون تضارب المصالح.
ويشير الكاتب البريطاني إلى أنه وخلال هذا الأسبوع يقوم وزير خارجية ترامب ريكس تيلرسون، بالمشاركة بشكل محموم في الدبلوماسية المكوكية ويحلق حول الشرق الأوسط في محاولة لتنظيف الفوضى الناجمة عن "الدون". ويضيف "الشيء المخيف هو كيف يمكن للرجل الذي ليس لديه خبرة سياسية، الذي يتزوج من ابنة الرئيس، أن يتمتع بكل هذه السلطة في قيادة العالم الحر".
وكما قال أحد المرتبطين بتيلرسون "فإن ريكس خلص إلى أن هذا الطفل التافه تماماً كان يسيطر على سياسة خارجية ثانية من بيت العائلة في البيت الأبيض". وقد كلف جاريد كوشنر بإيجاد حل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وهو أمر صعب على أعظم العقول السياسية لأجيال. كما أنه المستشار الرئيسي للعلاقات مع الصين والمكسيك وكندا.
ويضيف هاوورد ""لكن في الوقت الراهن، فإن هناك فوضى في البيت الأبيض فيما يتعلق بالشرق الأوسط والتي يتعين على الإدارة إزالتها. ويحتاج تيلرسون إلى إقناع القادة في الخليج بأن البيت الأبيض لا يطبق سياسة خارجية بديلة حيث يتحد مع السعودية ضد قطر. كما يحتاج إلى إقناع السعوديين بأن مطالبه الـ13 الصعبة على قطر تحتاج إلى إعادة رسمها إلى شيء يمكن التفاوض عليه.