وأضاف كيكيتش في مقالته التي نشرها "ترك برس": قال البعض عن المحاولة الانقلابية "هل يمكن تنفيذ انقلاب بهذه الطريقة الساذجة؟ بحركة بسيطة سقطوا في أيدي قوات الأمن"، لكن المحاولة في الحقيقة كانت محسوبة بدقة للغاية، وجميع التفاصيل كانت مأخوذة بعين الاعتبار. والمحاولة تُعد من "روائع التخطيط" بالمقارنة مع شبيهاتها.
واستدرك قائلاً: فتنظيم غولن فقد قوته "العملياتية" بعد عمليات 17 و25 كانون الأول/ ديسمبر، وتشتتت أذرعه ذات المظهر القانوني، وتقوضت وسائل إعلامه، ووضع على قائمة التهديدات لمجلس الأمن القومي التركي، ومع حالته هذه حاول تنفيذ الانقلاب، رغم هويته المشبوهة، التي لم يتمكن من التخلص منها. على حد وصف الكاتب.
وأضاف: هذا يعني أنه حافظ على قوته على الرغم من عمليات تطهير مؤسسات الدولة بعد 17 و25 كانون الأول / ديسمبر.
وأكد كيكيتش أن تقديم موعد تنفيذ المحاولة الانقلابية لا يغير حقيقة أنها محاولة ناجحة ومحسوبة حتى أدق التفاصيل. حسب منفذوها كل شيء باستثناء نقطة واحدة…
موضخاً أنه في الانقلابات السابقة استسلم الشعب للسلطة التي فرضت مشروعيتها، أي للانقلابيين، وفضل عدم الاصطدام معها. لم يبدِ أي اعتراض على الرغم من إرسال رئيس الوزراء الذي انتخبه بأصواته إلى المشنقة. ولهذا بنى الانقلابيون حساباتهم على اعتبار أن "الشعب لن يقاوم".
حتى أن فتح الله غولن بذاته له عبارة شهيرة بهذا المعنى: "هذا الشعب لا يقاوم".
وأيضاً — بحسب كيكيتش- لم يحسب الانقلابيون، الذين فكروا بكل شيء، حساب أردوغان. فالشعب خرج إلى الشارع بإشارة من أردوغان، وتمكن من إفشال المحاولة الانقلابية.
وقال:
كان الهدف الأول للانقلاب قتل أردوغان. لو تمكن الانقلابيون من قتله لكانت "الخطة ب" ستدخل حيز التنفيذ، حيث تتدخل خلايا تنظيم غولن النائمة وتقوم بانقلاب داخل الانقلاب، وتنقذنا من الفوضويين الذين قتلوا رئيس الجمهورية، وتتلقى الثناء على انقلابها. وبذلك يكون التنظيم قد حصل على موافقتنا من أجل تأسيس نظامه الجديد.
ومع فشل "الخطة ب"، دخلت "الخطة ج" حيز التنفيذ بسبب حاجة التنظيم للدفاع عن نفسه. على حد تعبير الكاتب.
كما تشكل ادعاءات "الانقلاب المدبر" و"الانقلاب الحقيقي حدث في 20 تموز/ يوليو" و"لا عدالة في تركيا"، التي رددها جزء من أعضاء حزب الشعب الجمهوري، العناوين الرئيسية لهذه الخطة.
والغاية هنا إخفاء الأضرار التي سببتها المحاولة الانقلابية من جهة، وإظهار المشاركين فيها "أعضاء تنظيم غولن الذين تم تطهير الدولة منهم" على أنهم مظلومين من جهة أخرى، وذلك بهدف إضفاء مشروعية على محاولة انقلابية جديدة في المستقبل.
واعتبر الكاتب أن هذه الخطوات يقوم بها جزء من المنتمين لحزب الشعب الجمهوري: كمال كلجدار أوغلو، أنيس بربر أوغلو، أرن أردم، غورسل تكين، بارش ياركاداش ومحمود طانال… هذه الأسماء لم تكن معروفة في أوساط حزب الشعب الجمهوري إلى ما قبل 15 عاماً.
وعلى الأصح، أي منهم لا يُعرف على أنه "عضو تقليدي" في حزب الشعب الجمهوري. كلهم ظهروا فجأة.
وجميعهم لهم قصة أو ارتباط أو تعامل مع تنظيم فتح الله غولن.
وختم الكاتب بالقول: الأوساط التقليدية في حزب الشعب الجمهوري سوف تتساءل يوماً ما "من أين أتى هؤلاء؟"… من أين أتوا، ومتى جعلوا من حزب الشعب الجمهوري عجلة احتياطية لتنظيم فتح الله غولن؟