وخرج الناجون من العزلة المرعبة التي فرضها التنظيم الإرهابي على الأهالي في محافظة نينوى، شمال العراق، بقوافل وصلت إلى أقصى الجنوب وقلب العاصمة تنادي "بالروح بالحب بالسلام نفديك يا عراق".
رصدت مراسلة "سبوتنيك"، "قافلة التحرير" التي تضم مجموعة من شباب وفتيات محافظة نينوى، في رحلتهم إلى العاصمة ومحافظة النجف وأكبر مقبرة فيها، بمهمة حب خاصة تمثلت برد الجميل لمن نذروا أرواحهم في تحرير الموصل والمناطق المحيطة بها.
ومن ضمن القافلة، قال الناشط في المجال الإنساني، من ناحية القيارة جنوبي الموصل، مركز نينوى، مشتاق أحمد في حديث لمراسلتنا:
"توجهنا، نحن 200 شاب وشابة من ناشطين وإعلاميين وشعراء وفنيين، من نينوى إلى العاصمة الحبيبة بغداد، ومن ثم إلى النجف الأشرف، بعدما اتفقنا أن نعيد جميل أبناء الجنوب، ونحتفل معهم بمناسبة التحرير، ونضع أكاليل من الزهور على قبور "شهداء" العراق والقوات الأمنية الذين بدمائهم الزكية تحررت أرضنا وعادت محافظتنا إلى حضن الوطن".
وقال أحمد: قبل وقت قصير تحررت من تنظيم "داعش"، وبعده بدأت البحث عن طرق للتواصل بالعالم — بعد أن كنا بعزلة إجبارية، حتى تم الإعلان عن الحملة في صفحة "العيد في الموصل" بأن هناك أيضا عيد وزيارة إلى بغداد.
سميت الحملة #قافلة_التحرير_في_التحرير، لتلاحم أبناء نينوى والموصل، بعدما قضوا ثلاثة أعوام من العزلة الدامية والإبادة اليومية، ومثلما ذكر أحمد، أنه سارع بالتسجيل بالحملة ونال القبول الذي أفرحه فرحا لا يوصف كونه أراد تحقيق ما كان يتمناه بمقابلة ذلك الجندي من النجف من المشاركين في تحرير القيارة من قبضة "داعش".
وأضاف أحمد: أمنيتي كانت بأن أذهب إلى النجف، وأقرأ "سورة الفاتحة" على أرواح "الشهداء"… وأقبل ذلك القبر الذي يحمل في داخله الشاب الذي افتدى حياته من أجلنا وأنا بالأخص لأنني عندما كنت محاصر في الموصل تحت ظلم وبطش "داعش"، دعوت الله أن يأتينا من يخلصنا ونصبح طلقاء.
قطع الناشط مع أبناء محافظته، مسافة أكثر من 600 كيلو متر، وصلنا إلى ساحة التحرير في وسط العاصمة تحت نصب الحرية احتفلنا، ومنها توجهنا إلى مقبرة وادي السلام "أكبر مقبرة في العالم"، بمحافظة النجف جنوب البلاد.
واحتفلت القافلة في جامعة الكوفة، وصفها الفريق بأنها رائعة وممتعة جدا حضرها الكثير من الشعراء والمثقفين والإعلاميين، ودعناها بفرحة وسعادة وأمل، ومنها عدنا مرة أخرى إلى بغداد للاحتفال في المسرح الوطني.
ولازال الكثير من أنباء نينوى يتذكرون كلام المقاتلين من الجنوب لما جاؤوا لتحرير المحافظة والموصل، من سيطرة تنظيم "داعش"، ومنها عباراتهم:
أنتم إخوتي، أنا ابن النجف، أنا ابن البصرة، ابن الأنبار، وصلاح الدين والناصرية و و… جئت لكي أخلصكم من هؤلاء الشرذمة "الدواعش"
وقبل أن تعود قافلة الموصل، إلى بغداد، نثروا الزهور على قبور المضحين بحياتهم في معارك القضاء على تنظيم "داعش" واستعادة المحافظة منه وهي صلاح الدين، والأنبار، ونينوى التي حسمت عمليات مركزها في العاشر من يوليو/ تموز الجاري.