في مثل هذه الأيام من عام 2012 غزى الإرهاب أرضها…فما ترك شيخاً ولا امرأة ولا طفلاً إلا وأصابه بسهام غدره ورماح فكره الظلامي..
هي أرض الحضارة والطرب ومدينة سيف الدولة الحمداني
استفاقت اليوم تمسح الدمع من مقلتيها وتدفن آهات أحزانها عميقاً…
فتزامنا مع فعاليات
وبرعايةٍ وتشجيع من وزارة السياحة السورية ومديريتها في حلب…
أقيم مؤخراً في تلك المدينة عدة فعاليات ثقافية وموسيقية وسياحية تشجيعاً للسياحة الداخلية..
فمنذ أيام قريبة أقامت الوزارة ومديريتها بحلب فعالية /درب حلب/ وذلك بالتشارك مع مؤسسة "الشياح" حيث تضمنت الفعالية رحلةً مجانية من محطة قطار حلب…إلى محطة قطار جبرين..
وذلك لتفعيل دور السياحة الريفية
خصوصاً أن تلك المدينة قد استفاقت حديثا من كبوتها…بعد أن أخرَجت آخر إرهابي منها أوائل العام الجاري
شارك في تلك الرحلة طلابٌ من جامعة حلب وعدد من أبناء شهداء المحافظة, إضافةً إلى بعض الزملاء في الإعلام الروسي الصديق الذين قاموا بتصوير تقارير تلفزيونية عديدة من قلب هذا الحدث…
يشار إلى أن تلك الفعالية أتت أيضاً
لتعريف (الشريحة اليافعة من الشباب) بالقطار…كون أن الحرب عام 2012 تزامنت مع أوائل فترة شبابهم!
فكانت فعلياً فرصةً تُعد الأولى بالتعرف والصعود إلى هذه الوسيلة العامة للنقل…
أما بالتوجه للحديث إلى الصعيد الموسيقي والفني والتراثي في تلك المدينة…
فقد أقيم البارحة على مدرج قلعة حلب الأثري…حفل فني راقٍ..
حضره عدد كبير من المتابعين حيث قدّم الفنان السوري الكبير شادي جميل، عدداً من الأغاني الأصيلة التي عبرّت عن مدى تمسك الإنسان بأرضه…وحبه وإنتمائه العميقين لها…إضافة إلى أغانٍ للحب والوئام والتسامح…
مؤكداً أن الموسيقى في حلب كانت ومازالت
تعد واحدةً من أهم عناصر الحياة داخل كل بيت وإيوان وحول كل.زقاق قديمٍ أصيلٍ فيها..
من جهته أكد المهندس باسم خطيب — مدير السياحة بحلب, لوكالة "سبوتنيك" أن الخطة ستستمر في إظهار الوجه الحضاري والحقيقي لتلك المدينة التي يتعانق فيها الجامع والكنيسة, فهذا الحفل يُعد الحفل الجماهيري الأول من نوعه على ذلك المدرج الأثري…وأشار إلى أن النشاط السياحي لن يتوقف هنا…فهناك نشاطات قادمة أكبر, هي حاليا قيد الدراسة (سيتم الكشف عنها في وقت قريب جداٌ…)
أخيراً…لعل كل تلك الساعات العديدة التي استمتع فيها الجمهور الحلبي, أتت ابتهاجاً لانتصارهم على الفكر الإرهابي المتطرف في زمنٍ…لطالما كانوا فيه وسيبقون يغنّون للحب والحياة والسلام…
طارق بصمه جي — حلب