وكان عبد الحسين فنانا من طراز خاص له بصمة كبيرة في الفن الخليجي، بالمسرح والدراما تحديدا، لذلك كان الحزن كبيرا على رحيله.
هو الابن السابع ما بين 13 ولدا وبنتا، ولد بالكويت لأب بحار وكان متعلقا به كثيرا فتعلم منه خفة الدم، حكى عبد الحسين أن والده كان مثله الأعلى في كل شيء وهو من حبب إليه الفن والعمل فيه، وكان لوالده فرقة موسيقية تغني على السفينة التي يعمل عليها وإلى جانب هذا العمل كان والده يغني مع الفرقة الموسيقية، وصدم عبد الحسين من وفاة والده، بينما كان لازال طفلا لم يتجاوز الثماني سنوات، وتأثر كثير بوفاة والده كونه كان مرافقا له طوال الوقت، ورافق والدته أيضا عند مرضها بالقلب وذهب معها إلى لندن للعلاج وعندما قرروا العودة إلى الكويت ماتت على درج الطائرة في مطار الكويت.
استاذه مسؤول النشاط المدرسي الخاص بالمسرح بالتعليم المتوسط هو أول من توقع له النجاح، بعدما اشركه في مسرحية ولاحظ خفة دمه، فقال له "انت ولد بكاش وممكن تبقى ممثل كبير"، حسب ما حكى عبد الحسين في إحدى اللقاءات التليفزيونية.
درس عبد الحسين التعليم الصناعي وتخصص في الطباعة وبعث الى مصر لاستكمال تعليمه في المطابع الاميرية بالقاهرة، وتعلم أسس الطباعة وفنونها من جمع الحروف والاخراج والكتب والصحف وغيرها، وفي القاهرة أيضا بدأ التعلق بالمسرح.
بعد عودته من مصر أرسل في بعثة أخرى إلى ألمانيا، وهناك أيضا تعرف عن المسرح الأوربي.
قبل تسليمه لوظيفته الحكومية عمل عاملا في الميناء ومراقب عمال في وزارة الاشغال بقسم الطرق.
في مصر استقطع عبد الحسين وقتا كبيرا من وقته في متابعة حركة المسرح وتحديدا المسرح الكوميدي، فتابع أعمال نجيب الريحاني و إسماعيل ياسين وغيرهم من الفنانين المصريين.
رأى عبد الحسين إعلان في الصحف عن وزارة الشؤون الكويتية تعلن عن حاجتها لممثلين للمشاركة في تأسيس فرقة المسرح العربي، ولم يكن عبد الحسين في هذا الوقت يرى نفسه ممثلا إلا أن صديق عمره عبد الوهاب سلطان أقنعه أن يتقدما للفرقة من باب قتل وقت الفراغ وبالفعل تم قبولهما في الفرقة، وأخفى عبد الحسين الأمر عن والدته، إلا أنه ومع دخول التلفزيون إلى الكويت شارك عبدالحسين في تمثيلياته، وأدى دور رجل سكير يرتدي ملابس نسائية، ومع إذاعة المسرحية علمت والدته بمشارته في التمثيل فوبخته كثيرا، ولكن بعد إشادة الناس بأدواره رضيت بالواقع وحضرت له مسرحيتين أو ثلاثا قبل وفاتها.
ولأن عبد الحسين فنانا من طراز مختلف، فلم تتوقف موهبته على الكوميديا فقط، وإنما اكتشف عنده موهبة الرسم والنحت.
وكان عبد الحسين ككل أبناء جيله مهموم بالسياسة ومشغول بالقومية العربية، فتطوع للمشاركة في الحرب أثناء العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، وانعكس اهتمامه بالسياسية على أعماله الفنية إذ كان يتناول الأحداث السياسية والاقتصادية والاجتماعية دائما بأسلوب كوميدي نقدي، ومنها مسرحية "باي باي عرب" والتي تناولت قضية الوحدة العربية، ومسرحية "سيف العرب" والتي تحدثت عن فترة الغزو العراقي للكويت والتي تعرض على أثرها لمحاولة اغتيال بعدما أطلق الرصاص عليه أثناء توجهه إلى المسرح للمشاركة في المسرحية.
وخاص معارك كبيرة وأوقفت مسرحيته "هذا سيفوه" وأحيل فريق العمل إلى المحاكمة وحكم عليه بالسجن ثلاثة أشهر مع وقف التنفيذ، وكانت المسرحية تتحدث عن دور التجار قبل ظهور النفط حتى نهاية خمسينيات القرن الماضي.أما مسرحيته "فرحة أمة" انتقدتها التيارات الدينية، لتناولها قضايا التطرف الديني والتفكك الأسري وتم عرضها أمام قادة دول مجلس التعاون الخليجي عام 1985.
حصل عبد الحسين على العديد من الجوائز والألقاب منها رائد المسرح العربي الأول من جامعة الدول العربية، و نجم المسرح الأول من الكويت عام 1980، وجائزة الريادة الأولى للمسرح من تونس عام 1987، ورائد المسرح العربي من القاهرة عام 1988، وجائزة سلطان العويس للإبداع الفني العربي عام 1997.