السورية القادمة من منطقة "فليطا" بالتجمع في نقطة وادي حميد بجرود عرسال لنقل المسلحين وعائلاتهم والذين يقدر عددهم بنحو ألفين وخمسمئة شخص، يتوجهون بحماية الأمن العام اللبناني وعناصر "حزب الله" تجاه منطقة القلمون الشرقي.
وقد بدأت عملية إجلاء مسلحي "سرايا أهل الشام" عند الساعة العاشرة بالتوقيت المحلي لمدينة بيروت، بعد أن إستقل 395 مسلحا مع عائلاتهم الحافلات المخصصة لهم وإنتقلو الى جرود "فليطا" السورية ومنها بإتجاه منطقة "الرحيبة" الواقعة في القلمون الشرقي.
الأمر اللافت للإنتباه هو أن جرحى "سرايا أهل الشام" رفضوا نقلهم بواسطة سيارات الصليب الأحمر اللبناني التي خصصت لهم وفضلوا الإنتقال أيضا بالحافلات.
في المقابل فإن حوالي ألف مسلح رفضوا التوجه الى المناطق السورية، وعادوا الى بلدة عرسال اللبنانية، حيث عمد الجيش اللبناني الى الإشراف على عملية دخولهم البلدة بعد أن جردهم من سلاحهم وأخضعهم لعملية تفتيش دقيقة.
من جانب آخر، قام الجيش اللبناني بإزالة عدد من مخيمات النازحين التي كان يتحصن بداخلها عناصر من "سرايا أهل الشام" وذلك بهدف تأكده من خلوها من أي عبوات ناسفة مزروعة بداخلها ، كما سيعمد الجيش الى إجراء مسح شامل
للأماكن التي تواجدت فيها "السرايا" بهدف بسط سيطرته الكاملة عليها.
ويؤكد مصدر أمني لـ"سبوتنيك" أن الاتفاق أبرم مع "سرايا أهل الشام" قبل حوالي الشهرين من الآن، "إلا أن ما أخر تنفيذه المعارك التي دارات مؤخرا بين "حزب الله" وعناصر "جبهة النصرة"
والتي أدت الى دحر التنظيم المتطرف وخروجه نهائيا من الأراضي اللبنانية.
الأمر الذي ساهم في تسهيل تنفيذ الاتفاق مع "سرايا أهل الشام" لا سيما وأن "النصرة" عملت في السابق على عرقلة الاتفاق ما بين "الحزب" و"السرايا" من خلال إشتباكات دارت بينها وبين "سرايا أهل الشام" على خلفية توقيع الأخيرة الاتفاق".
وبعد نجاح المرحلة الثانية من الاتفاق، يؤكد المصدر الأمني "أن الأمور باتت مفتوحة الآن على كل الإتجاهات بالنسبة الى معالجة تواجد تنظيم "داعش" عند الحدود اللبنانية، فالجيش أنهى إستعدادته العسكرية واللوجيستية لخوض المعركة
النهائية مع "داعش" ودحره من الأراضي اللبنانية، في المقابل الجيش السوري أيضا يشن غارات جوية متواصلة من الجانب السوري على الحدود ضد مواقع وأهداف التنظيم ويحقق إصابات مباشرة في صفوفه، وبالتالي لم يبقى أمام "داعش" سوى خيارين لا ثالث لهما، إما الانسحاب من الأراضي اللبنانية بعد كشف مصير العسكريين المختطفين لديه وإما خوض معركة خاسرة أمام الجيشين اللبناني والسوري معا".
وحول إمكانية مشاركة "حزب الله" في المعركة المرتقبة، يؤكد المصدر الأمني "أن الجيش اللبناني ومع طول فترة إحتكاكه بالمجموعات المسلحة التي تواجدت على الحدود ما بين لبنان وسوريا، بات يمتلك الخبرة الكافية لكيفية التعامل مع مثل هذه المعارك، إضافة لإمتلاكه
مؤخرا سلاحا نوعيا سواء مع إدخاله سلاح الجو في المعارك الأخيرة ضد التنظيم المتطرف أو من خلال المدرعات والصواريخ التي بات يمتلكها وتصيب أهدافا محددة بدقة متناهية.
وبالتالي فإن مشاركة "حزب الله" في هذه المعركة غير ضرورية وإن كان الحزب يستطيع أن يقدم للجيش دعما على صعيد المعلومات أكثر منه على الصعيد العسكري لا سيما لناحية أمكان تواجد عناصر "داعش" وأعدادهم والأسلحة التي يمتلكونها والطرق التي تؤدي الى
الوصول لنقاط هذا التنظيم".