وفي التفاصيل، كشفت المجلة أن إسرائيل خصصت ومنذ أعوام طويلة ميزانية مالية خاصة لإنتاج نظام مراقبة جوية يغطي كل لبنان هدفه كشف ومتابعة كل المقرات التابعة للحزب في مختلف المناطق اللبنانية التي تستخدم كمستودعات لتخزين الأسلحة المتطورة القادمة من إيران.
وتنقل المجلة من مصادر عسكرية إسرائيلية خاصة، أن "حزب الله" اللبناني يستخدم عدة طرق ووسائل لنقل السلاح من إيران، وهي محددة وفق مستويات مختلفة مرتبطة بطريقة النقل ومستوى الخطر على الأسلحة والعناصر التي تنقلها. فعلى المستوى الأول تعتبر الطرق الداخلية في لبنان التي تقع تحت سيطرة "حزب الله" هي الأسهل لوجستيا له من خلال الطرق البرية من إيران الى سوريا ومنها إلى لبنان عبر البقاع وصولا إلى العاصمة بيروت ومنها تنقل إلى الجنوب اللبناني.
لكن سهولة التنقل تعترضها صعوبات أخرى متعلقة بالأمن وسلامة المواكب الناقلة لهذه الأسلحة، فالمراقبة الجوية الإسرائيلية المستمرة تعقد الأمور وقد تصبح هدفا سهلا في حال اكتشافها.
وفرضية أخرى وضعتها إسرائيل في الحسبان، وهي إمكانية إيران تسيير طائرات عسكرية صغيرة لنقل شحنات من الأسلحة لـ"حزب الله" من سوريا عير قواعد تابعة للجيش السوري إلى مطارات متنقلة يتم إنشاؤها لساعات في مناطقة البقاع اللبنانية. وتكمن الصعوبة في هذا النوع من المسارات هو مراقبتها وتحديدها لأنها قصيرة المدى وتعتمد على غلق الإرسال الذي يتعقب الطائرات.
"حزب الله" يصل إلى الاكتفاء الذاتي وصناعة لبنانية "صافية"
أما عن احتمال صناعة "حزب الله" الأسلحة محليا، فقد أشارت المجلة أن الحزب كان يخطط منذ تسعينيات القرن الماضي لهذه الأمور وبعد تحرير الجنوب اللبناني من إسرائيل ارتأت قيادة المقاومة العسكرية إلى إنشاء قسم مختص بالصناعات الخفيفة من عبوات وصواريخ. ولاشك أن الحزب يتطور مع السنوات الأخيرة بشكل سريع خصوصا مع اندلاع الحرب السورية التي شكلت دافعا له للتفكير بطرق أخرى للصمود في حال أي عدوان أو هجوم إسرائيلي. وقد حدد أن الاكتفاء العسكري الذاتي يعد من الأولويات له.
ولا تخفي المجلة أن الحزب في لبنان يتطور بمساعدة مباشرة من إيران من خلال وجود خبراء عسكريين إيرانيين تابعين للحرس الثوري الإيراني الذي بدوره يقوم بتطوير صناعات الحزب العسكرية التي تبدأ من الذخيرة والقذائف والصواريخ المضادة للدبابات وصولا إلى صناعة صواريخ بعيدة المدى