في هذا الإطار قال الخبير في مجلس الشؤون الدولية الروسي — وهو مركز أبحاث مقرب من وزارة الخارجية الروسية — إن تعيين الأمير بن سلمان ولي العهد الجديد جاء تأكيداً للدور الكبير الذي يلعبه الأمير الشاب في حكم البلاد. وأضاف أنه مع الأخذ بعين الاعتبار السن الكبير للملك، سيكون من واجب ولي العهد الجديد تقرير السياسة الخارجية للمملكة.
وأضاف أن ولي العهد الجديد يعتبر رجلا أقل تحفظا من أبيه، ويتمتع بشعبية واسعة بين الشباب. كما يُعد بن سلمان من أنصار تحديث البلاد.
وأشار الموقع إلى أن وجهات النظر الليبيرالية لا تعرقل الأمير في اتخاذ نهج سياسة خارجية حادة. حيث يتخذ بن سلمان موقفاً حاداً تجاه إيران التي تعتبرها الرياض مصدر تهديد للوجود السعودي. وخاصة أن ولي العهد الجديد هو من اتخذ قرار التدخل المباشر في الحرب اليمنية. كما يعتبر بن سلمان هو المبادر إلى حصار قطر الذي بدأ في يونيو/ حزيران الحالي.
صور من اجتماع #ولي_ولي_العهد الأمير محمد بن سلمان بالرئيس الروسي #بوتين اليوم في موسكو https://t.co/JQyr9zMVvv pic.twitter.com/F2qeNkAiNk
— عبدالمحسن السديري (@3bdalmhsnalsder) August 13, 2017
وحسب الموقع يمكن رؤية الاستياء المتراكم لدى الرياض تجاه الدوحة، التي ارتبطت بعلاقات ودية جداً مع طهران، من خلال الاتهامات الرسمية بدعم الإرهاب.
ويشير الخبير الروسي إلى أن موقف الرياض تجاه روسيا يتميز بطابع مزدوج. فمن جهة، توجد خلافات جدية حول سوريا. ومن جهة أخرى، رحبت الدولتان بتغيير السلطة في مصر عام 2013 وتواصلان دعم الرئيس السيسي.
وعلى وجه الخصوص، يوجد سبب للاعتقاد بأن المساعدات المالية السعودية هي وراء قيام مصر بعمليات شراء واسعة النطاق للأسلحة الروسية. كما يمكن رؤية أن الرياض قدّرت الموقف المحايد لموسكو تجاه المسألة اليمنية. كما يوجد تفاهم في السوق النفطية. ففي ربيع هذا العام، وافقت البلاد على خفض الإنتاج بمقدار 1.8 مليون برميل يومياً من أجل الحفاظ على الأسعار. حتى أن فلاديمير بوتين صرّح في أواخر مايو/ أيار أن العمل المنسق بين موسكو والرياض أدّى إلى "استقرار الوضع في الأسواق العالمية للنفط والغاز".
وأشار الموقع إلى أن موقف محمد بن سلمان حيال روسيا يبدو براغماتيا ويكمن في إمكانية التعاون مع موسكو. وليس مستغرباً أنه زار موسكو منذ شهر وأعلن أن العلاقات الثنائية بين البلدين تمرّ بأحسن حالاتها. من جانبه، أكّد الرئيس بوتين ذلك وأشار إلى أن الاتصالات تحافظ على المستوى السياسي بين وزارتي الدفاع وخاصة في مسألة تسوية الأوضاع الصعبة في سوريا.
صور من اجتماع #ولي_ولي_العهد الأمير محمد بن سلمان بالرئيس الروسي #بوتين اليوم في موسكو https://t.co/JQyr9zMVvv pic.twitter.com/F2qeNkAiNk
— عبدالمحسن السديري (@3bdalmhsnalsder) August 13, 2017
وما يدلّ على المستوى العالي للعلاقات هو التحضير لزيارة الملك سلمان إلى موسكو. ومن المعروف أن الملك يزور فقط بلدان حلفائه أو أهم شركائه.
مع ذلك، يشير الخبير إلى أن اعتبار أن العلاقات ستكون دون أي مشكلة هو اعتبار خاطئ. ففي الآونة الأخيرة، نشرت وسائل الإعلام الألمانية بياناً لمحمد بن سلمان صرّح فيه أن روسيا تشكل تهديداً للمملكة العربية السعودية وأن جيش المملكة يمكن أن يدمّر القوات الروسية في سوريا خلال ثلاثة أيام. وعلى الفور نفى مكتب ولي العهد هذا. ومع ذلك، فإن مشكلة تضارب المصالح لا تزال موجودة: موسكو تواصل دعم الأسد.
ويرى المقال أن العالم العربي ينظر إلى روسيا كشريك لإيران بسبب موقفها تجاه سوريا. أما السعوديون، فيتعاونون مع مجموعات مختلفة تهدف لتغيير السلطة في سوريا. وأن المصدر الآخر للخلافات — توريدات السلاح الروسي إلى إيران مباشرة. حيث يثير قلق الدول المجارة لإيران توريدات الدرع الصاروخي من طراز "إس 300" القادر على تدمير أهم ورقة رابحة للسعودية — القوات الجوية القوية.
واستخلص المقال بأن تطور العلاقات الثنائية سيتوقف على موقف موسكو من المسألة القطرية أيضا. ولكن أي تدخل روسي في "الجدال الداخلي" لدول الخليج العربي سيثير رد فعل سلبي عند الرياض التي تعتبر الخليج منطقة تأثيرها. واستخلص الكاتب بأن الوضع في العلاقات الروسية السعودية معقّد للغاية. ويقرر سياسة السعودية الخارجية شخص يدرك أهمية التعاون مع روسيا ويهتم بذلك. ومع ذلك، يتمتع محمد بن سلمان بسمعة الحاكم القاسي والحاسم الذي على ما يبدو لن يغفر لموسكو أي خطوات مؤيدة لإيران.