إليكم نص الحوار
سبوتنيك. لماذا لم يستطع اجتماع منصات المعارضة السورية في الرياض أن يخرج بنتيجة وما العائق الذي حال دون نجاحه؟
سليمان: المنصات الثلاث (الرياض، موسكو، القاهرة) انتهى دورها كمنصات، لان هذه المنصات الثلاث تكونت في ظروف مختلفة جدا عن الظرف الحالي، لذلك المعادلات الجديدة في الواقع السوري تحتاج إلى شيء جديد لا معادلات سابقة، فالمقترح هو أن ينعقد مؤتمر الرياض-2 ويدعا له المنصات الثلاث وشخصيات مستقلة وكافة الكيانات، ينتج عن هذا اللقاء انتخاب وفد واحد يضع مشروع سياسي لإنقاذ سوريا، لان الوضع في سوريا وصل الى درجة لا يتقبلها لا الوضع الاقليمي ولا الدولي، تحول الى مركز عالمي للإرهاب لذلك الجميع سيشارك في هذه العملية، وهناك بعض الانباء تقول بأن روسيا و السعودية ومصر موافقون على هذا الاجتماع، والزيارة التي يقوم بها لافروف نهاية هذا الشهر تدخل في هذا الاطار،
بعض الوجوه الموجودة في المنصات الثلاث الى هذه اللحظة لم تسطع ان تتفاهم و لا يوجد اي منصة وضعت مشروعا متكاملا للمستقبل السوري، ومن هنا اصبح هناك تغييرا في المواقف الدولية، اولها الموقف الفرنسي، الان الموقف الاميركي متغير، وروسيا لوحدها بالتعاون مع ايران احيانا وبالتعاون مع الأمريكان والاردن احيانا، تعمل مناطق خفض التوتر ويتم تثبيته، كل هذا يجري والمنصات لا حول لها و لا قوة، من هذا المنطلق سيعقد اجتماع الرياض، وهذا الاجتماع سيكون مختلفا عن الاجتماع السابق لأن الظروف تغيرت وايضا السعوديون تغيروا الى حد كبير، السعوديون الذين كانوا ينادون ليلا نهارا بوجوب التغيير، الآن يقولون يجب ان نعمل برؤى سياسية جديدة ونقرأ الواقع السياسي كما هو ونبني سياساتنا وفق مقتضيات الواقع، و الشعب السوري هو الذي يقرر مصيره، ولم يقولوا يجب على الاسد ان يرحل ولم يقولوا ان يبقى، المهم عند الجميع ان تبدأ المفاوضات، واثناء المفاوضات سيكون هناك اتفاق على مصير سوريا عند المعارضة، والنظام ايضا سيدخل في الانتخابات و سيتم هذا الحوار.
طبعا هذه المواقف التي سيتبناها وفد المعارضة الذي سيتشكل بعد مؤتمر الرياض، ستأخذ الوضع الدولي والاقليمي والسوري بعين الاعتبار، وسيطرح امورا واقعية بعيدة عن الرغبة، كما ان هناك رأي ان لا يكون في المؤتمر امراء حرب أو أمراء سياسة.
في المعارضة السورية هناك اناس يبحثون عن دور وهناك اناس يبحثون عن حل، زمام الامور في الفترة السابقة كانت بيد الاناس الذين يبحثون عن دور، ما بعد مؤتمر الرياض ستكون الامور بأيد الاناس الذين يبحثون عن انقاذ الشعب السوري وشتان ما بين هذا وذاك، واكبر دليل على ذلك ما جرى في لقاء الرياض من مهاترات وعدم اتفاق، وكل ذلك لم يدخل باطار الخوف على سوريا بقدر ما كانت الرؤى شخصية وكانت تفسيرات ميكانيكية، لان الطرف هنا كان مغامرا وهناك كان مغامرا، والعقلاء والوطنيين والهادئين لا صوت لهم، في المرحلة القادمة ما بعد الرياض سيكون هناك صوت للعقل، صوت للذين يبحثون عن انقاذ سوريا، صوت الهدوء الذي يؤمن بالاختلاف وليس بالخلاف، الصوت الذي يختلف معك ويحترمك، لا الصوت الذي يلغيك الغاء تاما، ولا يمكن انقاذ سوريا الا من خلال هذه العملية، وعلى كل سوري غيور على سوريته بغض النظر عن اي شيء ان يساهم في هذا المؤتمر من اجل انجاحه.
وقد يتساءل البعض لماذا في السعودية ؟ لأن السعودية كلفت بقرار فيينا بتجميع المعارضة، فجرى الاجتماع الاول الذي تم فيه انتخاب الهيئة العليا، والان الاجتماع الثاني، لان الظروف والمعادلات السياسية في الوضع الدولي والاقليمي والداخلي كانت شيء، والان هي شيء آخر، كل الناس تغيرت وكل المواقف الدولية تغيرت، تبقى المنصات الثلاث هي الوحيدة التي لم تتغير، وبالتالي علينا ان نبحث عن عقل واحد يختلف، يراعي مصالح الشعب السوري و يحقق العدالة ويعمل على الاتفاق لإنقاذ سوريا، بإنقاذ سوريا تنقذ المنطقة والعالم، انظر ماذا يجري في اوروبا والشرق الاوسط عبارة عن حرائق، وهذه الحرائق ان لم تحل المسألة السورية ستتحول الى رماد مفتوح واذا وصلت الامور الى هذه المرحلة، فستفلت الامور في الاتجاهات كافة، ولا يستطيع احد ايقافها، لذلك الظرف الدولي ناضج والوضع السياسي ناضج والمعادلات العسكرية ناضجة، لذلك لا بد من الحل، ولا يوجد الا الحل السياسي عبر الحوار السوري السوري، لا مجال للحل العسكري سواء كان خارجيا ام داخليا، كما ان هناك عند المعارضة يوجد مغامرين ومتطرفين وعند النظام يوجد كذلك المغامرين والمتطرفين، المرحلة لا تسمح بوجود المغامرين من الطرفين.
سبوتنيك. من سيوجه الدعوات لحضور مؤتمر "الرياض 2"؟
سليمان: كلفت السعودية بتوجيه الدعوات، وستوجه الدعوات للجميع، للمنصلت الثلاث التي ربما تختار ولكن يحق للسعودية ان تدعو شخصيات وكل المكونات، ستمثل كل المكونات السورية وسيمثل المجتمع المدني والنساء، لن يكون حكرا على المنصات الثلاث يختارون من يشاؤون ثم يأتون ليكرروا انفسهم، هم مثلهم مثل بقية المكونات، انت تحضر كمنصة وذاك يحضر كمكون وثالث كشخصية مدنية ورابع كنساء، الكل متساوون في الحقوق والواجبات، احتكار المنصات الثلاث للشأن السوري انتهى، لا يجوز لهذه المجموعة المؤلفة من 50 شخص ان تقرر لوحدها مصير الشعب السوري، الذي يقرر مصير الشعب السوري هو مكوناته جميعا والمجتمع المدني والنساء والمثقفون والمنصات التي اخر جزء للشعب السوري لانها لا تمثل الكثير، الجميع سيذهب الى السعودية بقلوب حارة ورؤوس باردة لا هدف لهم الا انقاذ سوريا والشعب السوري، وهناك دعم اقليمي قوي جدا خاصة من السعودية ومصر وغطاء روسي واضح.
يوجد في المنصات شخصيات ممتازة جدا تغار على مصلحة الشعب السوري، وتفكر بالحل، ولكن هناك شخصيات اخرى تبحث عن دور الامور الى هذه اللحظة كانت بأيد الذين يبحثون عن دور والان جاء دور العقلاء في كل المنصات.
سبوتنيك. ما هو موعد انعقاد "الرياض 2"؟
سليمان: في النصف الاول من أكتوبر على الاغلب في الاسبوع الاول ، لم توجه الدعوات والان يتم بحث هذا الموضوع
سبوتنيك. من سيوجه الدعوات؟
سليمان: السعودية هي من سيوجه الدعوات، والأمم المتحدة على علم…
السعوديون تواصلوا مع العديد حول هذا الموضوع وهم يطلبون من كثيرين ان يضعوا افكارهم لطرحها في المؤتمر سواء على مستوى الاحزاب او الشخصيات او على مستوى المفكرين، مجموعة كبيرة طلب منهم ان يقدموا افكارهم، عندما يذهبون الى الرياض سيتم الزواج بين هذه الافكار ويصلون الى ملخصات هدفها انقاذ الوضع في سوريا والتوجه الى مفاوضات بوفد واحد و موحد من اجل الحل وقناعة واحدة يتفق عليها قبل الدخول لملاقاة وفد الحكومة.