وزار نتنياهو روسيا، الأسبوع الماضي، خصيصا من أجل طرح الموقف الإسرائيلي من المحادثات والمخططات حول مستقبل سورية، وفي مركز هذا الموقف المطالبة بمنع وجود عسكري لإيران و"حزب الله" وأية ميليشيات موالية لطهران في سورية.
عن هذا الموضوع يتحدث الدكتورسيد هادي افقهي:
إن المخاوف الإسرائيلية من التحالف الروسي الإيراني هي بالحقيقة جادة ومبررة من الجانب الإسرائيلي، لأن هناك تغيرات حقيقية جيواستراتيجية على أرض المعركة في كل من سوريا والعراق، وخصوصا في سوريا، حيث هناك تواجد من قوات "حزب الله" ومستشارين إيرانيين وغطاء جوي روسي قوي وفاعل من خلال غرفة عمليات مشتركة عسكرية رباعية بين كل من روسيا وسوريا وإيران و"حزب الله"، فهذا التقدم الدراماتيكي الذي يحصل في ساحة المعركة أوجد تخوف حقيقي لدى الصهاينة، وكما قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، إذا هزم "داعش" فسوف يحل محله "حزب الله" وإيران. لذا اتخذ نتنياهو التحول الافتراضي ذريعة لكي يهرول إلى روسيا، وكان يأمل في أن يؤثر من خلال لقائه الهيجاني بالرئيس الروسي، عسى ولعل أن يؤثر على القرار الروسي في دعم المعركة في سوريا.
إسرائيل كانت تعول على الجماعات الإرهابية، ونحن كنا نلحظ أنه كلما تغير الميدان لصالح القوات السورية والقوات المتحالفة معها، كانت تتدخل اسرائيل بضربة هنا وضربة هناك، كما إن جرحى الإرهابيين كانوا ينقلون داخل العمق الذي تحتله إسرائيل في الجولان، ويعالجون في مستشفيات صحراوية، وكان نتنياهو يرحب بهم. وكان الإسرائيليون وحتى الأتراك وبعض دول الخليج، يحددون سقفا زمنيا لسقوط الحكومة السورية، ولكن اليوم تغيرت جميع المعادلات وخسر نتنياهو كل رهاناته على هذه العصابات الإرهابية، خصوصا بعد التدخل الروسي، الذي غير كثيرا من إيقاع المعارك في جميع الأراضي السورية.
هناك واقع ميداني فرض نفسه على الإرادة والتحكم الأمريكي وعلى الإرادة الإسرائيلية يتمثل بهذه الانتصارات.
إن إسرائيل في تراجع، وأن حلم إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات تبدد بالكامل، وإسرائيل تحاصر نفسها بنفسها، وهي تسجن نفسها بواسطة بناء الجدران العازلة، فالذي يسيطر على الموقف لا يبني جدران حوله، ولكون إسرائيل لا تستطيع التحكم أمنيا في الميدان، لذا هي تضطر لبناء هذه الجدران العازلة.
إعداد وتقديم ضياء إبراهيم حسون