وأشارت "بلومبرغ" إلى أن ما يثبت تلك الفرضية، هو استضافة الرياض لمجموعات المعارضة لحثهم على الاتفاق مع الفصائل المتشددة على ضرورة أن يكونوا أقل إصرارا على رحيله الفوري.
كما أن زيارة وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إلى الرياض، وزيارة الملك سلمان المرتقبة إلى موسكو، تظهر أيضا أن السعودية بدأت فعليا في الاستسلام والتراجع عن موقفها المتشدد بشأن سوريا.
Even the Saudis are turning to Russia as Assad's foes lose heart https://t.co/OJZENVAPZ1 pic.twitter.com/DbAx6gKxed
— Bloomberg (@business) September 8, 2017
سر التحول
أما عن سر التحول السعودي "المفاجئ"، فقالت "بلومبرج" إنه يرجع بصورة كبيرة للخسائر المتتالية، التي منيت بها المعارضة السورية، واستعادة الأسد فعليا السيطرة على جزء كبير من البلاد، خلال العامين الماضيين.
كما أن "السبب الآخر"، هو إعلان إنهاء الإدارة الأمريكية الجديدة برنامج "تسليح المعارضة السورية"، وهو ما يعني تخلي الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، عنهم، علاوة على التعاون القائم حاليا بين موسكو وتركيا.
ونقلت الوكالة الأمريكية، عن رئيس قسم الدفاع والأمن في مركز الخليج للأبحاث في دبي، مصطفى العاني، قوله إن: "السعودية أدركت الآن أن روسيا هي الطرف الوحيد القادر على حل الصراع في سوريا، وهو ما جعلهم موقنين لأنه لا مشكلة لديهم في بقاء الحكومة السورية الحالية".
أما "حجر العثرة"، الذي يقف حائلا دون إعلان السعودية النهائي دعمها الكامل للأسد هو وقوف إيران إلى جانب الحكومة السورية.
وقالت "بلومبرغ" إن "جميع الحقائق العسكرية تصب في مصلحة روسيا والأسد، وهو ما دفع الرياض إلى تطوير علاقاتها مع موسكو".
ولكن هناك هدف آخر من تطوير المملكة علاقات التقارب مع روسيا، بحسب الوكالة الأمريكية.
ويتمثل هذا الهدف في الرغبة السعودية في مواجهة صعود "الحليف الآخر" القوي الداعم للأسد، ألا وهو إيران، خاصة وأنه وفقا لتقارير عديدة لعبت دورا كبيرا في الانتصارات الاستراتيجية العديدة التي حققها الجيش السوري.
وقال العاني عن ذلك الأمر:
"مسألة بقاء الحكومة السورية وحتى الرئيس بشار الأسد، لم تعد قضية ذات أهمية كبيرة بالنسبة للمملكة، ولكنها بجانب أمريكا وإسرائيل يقولون اليوم إنه ينبغي على روسيا أن تضغط بقوة من أجل إنهاء وجود إيران في سوريا، وأن تلك هي القضية الأهم بالنسبة إليهم".
وتكمن الأزمة في ذلك الأمر، وفقا للوكالة الأمريكية، في أن موسكو تنظر إلى طهران على أنها "حليف استراتيجي" هام في الشرق الأوسط.
وعن ذلك الأمر نقلت "بلومبرغ" تصريحات عن يوري بارمين، المتخصص في شؤون الشرق الوسط بمجلس العلاقات الدولية الروسية التابع للكرملين، قال فيها:
"القوة الأهم في سوريا الآن هي روسيا، وهي من تملك زمام القرار حاليا، وأعتقد أنهم يعملون حاليا على احتواء نفوذ إيران، وأظن أنها ستكون محل تفاوض واسع النطاق مع السعوديين في الفترة المقبلة".
كما نقلت أخيرا، عن دبلوماسيين غربيين مطلعين على الأزمة السورية، تصريحات قالا فيها: "أمريكا وأوروبا كما السعودية وتركيا، كان عليهما تغيير مواقفهم تجاه الأسد، وهم الآن يقبلون ببقائه في السلطة، خلال مرحلة انتقالية، وهذا تغير كبير في مسار الأزمة".