ويستذكر الغرايبة سياق تنامي ظاهرة الإرهاب الإسلامي في التسعينات من القرن الماضي، والتي قادت العالم العربي والإسلامي إلى ما هو عليه اليوم، عندما تم تصفية وجود الجماعات الإسلامية في أفغانستان وباكستان، والتي أعادت تكوين نفسها على نحو محير في السودان" على حد تعبير الغرايبة، الذي يضيف قائلاً "على فكرة، قضية ميانمار التي تثار هذه الأيام، أثيرت أيضاً في منتصف التسعينيات من القرن الماضي".
وتعاني الأقليات المسلمة في ميانمار من الاضطهاد، مما يعني تغذية الروح الإسلامية في بقاع عديدة من العالم بالإحساس بالغبن والرغبة بالثأر، وتوجيه الحرب على الهوية الدينية.
وهنا يتفق الغرايبة مع وجهة النظر القائلة بأن العالم العربي والإسلامي يدور في حلقة مفرغة، وحقيقة الحرب على الإرهاب أنها غطاء لأغراض سياسية متعددة، مذكراّ بأن "كرة الثلج بدأت تدحرج منذ انسحاب الاتحاد السوفييتي من أفغانستان".
ويتوقف الغرايبة عند مقدار الدمار الذي حل في العالم العربي والإسلامي مقابل الدمار الذي حلّ في أميركا مثلاً، فيشير إلى أن "أميركا لم تتعرض إلا لحادث 11 أيلول/ سبتمبر، بينما تعرضت دول عربية كبرى للدمار مثل العراق وسوريا وليبيا واليمن".
وعند استعراض التاريخ، يشير الغرايبة إلى "أن كتّاباً عرباً غير إسلاميين تنبؤا، قبل غزو العراق للكويت، بأنه وبعد انهيار الاتحاد السوفييتي، سيكون العدو التالي للغرب هو الإسلام".
وبالتالي، بحسب الغرايبة، فإنه من المهم أن يكون هناك عدو، ومن الضروري أن يتمدد هذا العدو، و"حتى تكون هناك محاربة للإرهاب، فلابد من أن يكون هناك إرهابا"!
وتمر اليوم الذكرى السادسة عشرة لأحداث الحادي عشر من سبتمبر التي ضربت نيويورك وواشنطن، حينما تم تحويل اتجاه أربع طائرات نقل مدني تجارية وتوجيهها لتصطدم بأهداف محددة، ونجحت 3 طائرات منها في إصابة أهدافها التي تمثلت في برجي مركز التجارة الدولية بمنهاتن ومقر وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون).
وسقط نتيجة لهذه الأحداث 2973 قتيلاً، و24 مفقودا، بالإضافة إلى آلاف الجرحى والمصابين بأمراض.
وأنتجت أحداث الحادي عشر من سبتمبر، تغييرات كبيرة في السياسة الأميركية، بدأت مع إعلانها "الحرب على الإرهاب"، وأدت هذه التغييرات إلى الحرب على أفغانستان وسقوط نظام حكم طالبان، والحرب على العراق، وإسقاط نظام الرئيس الأسبق صدام حسين.