ومنع تصرف بيتروف الذي اتخذه في ذلك الوقت، والذي أُعلن عنه بعد عدة سنوات، نشوب حرب نووية محتملة.
وروى بيتروف في لقاء أجرته معه الخدمة الروسية في "بي بي سي"، عام 2013، كيف صدرت قراءات على أجهزة الكمبيوتر، صباح 26 ديسمبر / كانون الأول 1983، ترجح إطلاق عدة صواريخ أمريكية في اتجاه روسيا. وقال: "كانت لدي كل البيانات (التي ترجح أن هجوما صاروخيا ينفذ الآن). وإذا أرسلت هذه التقارير إلى مجموعة القادة، فلم يكن لأحد منهم أن يناقش الأمر".
وأضاف: "كل ما كنت سأفعله هو التقاط سماعة الهاتف والتحدث إلى القيادات العليا على الخط المباشر، لكني لم أتحرك وأحسست كما لو كنت أجلس في إناء للقلي".
ورغم أن التدريب الذي تلقاه بيتروف كان يملي عليه أن يبلغ القادة في الجيش السوفيتي على الفور، أجرى بيتروف اتصالا بمقر القوات المسلحة وأبلغ عن عطل في نظام الإنذار المبكر. وإذا كان بيتروف مخطئا في قراره، فإن أول انفجار نووي كان سيحدث في غضون دقائق.
وقال الضابط السابق: "بعد مرور 23 دقيقة، لم يحدث شيء. ولو كان هناك هجوم حقيقي، لكنت أدركت ذلك. وهنالك تنفست الصعداء".
وكشفت التحقيقات اللاحقة لهذه الواقعة أن قمرا صناعيا روسيا رصد ضوء الشمس المنعكس على بعض السحب، وعرفه خطأ بأنه محركات لصواريخ باليستية عابرة للقارات.