إعداد وتقديم ضياء إبراهيم حسون
أكد نوري المالكي نائب الرئيس العراقي لسفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى بغداد دوغلاس ألن سيليمان، أن بلاده لن تسمح بقيام إسرائيل ثانية شمال العراق.
جاء ذلك خلال استقبال المالكي للسفير الأمريكي في العراق، حيث بحث معه مستجدات الأوضاع السياسية والأمنية، كما ناقشا تداعيات قضية إجراء الاستفتاء في إقليم كردستان العراق.
ويأتي هذا التصريح الناري في خضم التصعيد في المواقف الدولية والإقليمية الرافضة للاستفتاء المزمع إجراؤه في الإقليم في الـ ٢٥ من الشهر الجاري.
عن هذا الموضوع يقول طارق جوهر:
أعتقد أن هذا التصريح جزء من حملة الدعاية الإعلامية للسيد المالكي، كونه يعيش في حالة عزلة مع منافسيه السياسين الشيعة في بغداد، لذلك يحاول تحقيق مكاسب سياسية في هذه الحملة الدعائية المسبقة للانتخابات.
إن تشكيل إقليم كردستان لا يكون على حساب الآخرين، ونحن ليس لدينا علاقات مع إسرائيل، هناك دول عربية عديدة لديها مثل تلك العلاقات مع إسرائيل، وايضا نحن لم نطلب من إسرائيل بأن تقوم بدعم تشكيل دولة كردستان، فنحن نعتمد على شعبنا في هذا الموضوع وكذلك على الخيرين في العالم، وسوف نشكر كل جهة تقف إلى جانبنا في تحقيق حقوقنا القومية وتقرير مصيرنا.
ليس بيد السيد المالكي أي حيلة يمنع فيها تشكيل دولة إقليم كردستان، فإذا ما آن أوان وتشكيلت الدولة الكردية، فأعتقد أن ليس لدى المالكي سوى الاعتراف والتعامل مع الدولة الجديدة، ولكن الوقت سابق لأوانه للحديث عن تشكيل دولة كردستان، كون أن أولى الخطوات باتجاه هذا الهدف المتمثل بالاستقلال، هو الاستفتاء، وهذا الاستفتاء لايعني تشكيل دولة كردستان، هو فقط من أجل الوقوف على رأي الشعب الكردي في هذا الموضوع. وتشكيل حكومة إقليم كردستان سيكون أمراً واقعا بعد ذلك بخطوات، وسنبقى نحافظ على العلاقات التاريخية بين الكورد والعرب، مع العلم أن الشعب الكردستاني قدم تضحيات كبيرة من أجل الشعب الفلسطيني ووقوفه إلى جانب الكثير من القضايا العربية.
هناك الكثير من الخلافات والصراعات التاريخية بين أنقرة وطهران وبغداد منذ القدم، لكن هذه الصراعات ينسوها عندما يتعلق الأمر بنية الأكراد في تحقيق حلمهم القومي، فسرعان ما تقوم هذه الدول بتوحيد مواقفها من أجل محاربة طموح الأكراد.
السيد المالكي يعول على مواقف إيرانية وتركية من أجل منع الاستفتاء في إقليم كردستان، وهناك اتفاقيات بين هذه الدول الإقليمية، المتمثلة بكل من إيران وتركيا والعراق، لمنع قيام الدولة الكردية، وهناك شواهد تاريخية كثيرة على ذلك، ولكن في هذه المرحلة فإن مثل تلك الاتفاقيات سوف لن يكون لها دور كبير في إيقاف مسيرة الاستفتاء وتحقيق الحلم الكردستاني في إقامة دولتهم.
أعتقد سيكون هناك تضامن دولي معنا، فهناك عصر جديد، فيه أثبت الشعب الكوردي بأنه مظلوم من قبل السياسة الدولية والمجتمع الدولي. والشعب الكردي يريد السلام والتعايش السلمي مع القوميات والأديان الأخرى.
أما النائب في البرلمان العراقي الدكتور حبيب الطرفي:
إن الوسيلة الوحيدة التي بيد الحكومة العراقية اليوم، وهي الأكثر قبولا هي الحوار الهادف والجاد، لمنع مثل هذا الاستفتاء أو ما يترتب عليه، كون يهدد الأمن الإقليمي والقومي للعراق، وبالتالي كل دول المنطقة ستكون متضررة ، لأنه إذا قامت دولة كردستان، فسوف تخلق مشكلة لتركيا ولإيران والسعودية أيضا، كون الأخيرة يعيش فيها عدد كبير من الشيعة، وكذلك هناك الطوارق في المغرب والأقباط في مصر، وبالتالي ستكون هناك فوضى وسايكس بيكو جديدة في المنطقة. لذا نرى هناك رفض قاطع من كل العالم على الاستفتاء الكوردي، باستثناء إسرائيل، ولهذا أشار السيد المالكي إلى هذه الدولة. كما لايوجد أي نص في الدستور العراقي يخول جزء من العراق في تحديد مصير العراق، وحق تقرير المصير يتعلق بالشعوب المحتلة وهي من أدبيات المؤسسات الدولية، ولا تتعلق بالشعوب السيدة، فهناك عدد كبير من المسؤولين في الدولة العراقية هم من الكورد، بينما لايوجد أي موظف عربي في إقليم كردستان.
هناك حلم يراود الكورد منذ أكثر من مائة سنة، يتمثل بإقامة دولة كردستان، ولكن لايمكن تحقيقه على حساب الآخرين، والكورد يدركون ذلك جيداً، فالعملية الجارية في كردستان لها جانب سياسي، وليس لها علاقة بتحقيق كامل للحلم الكوردي، فهناك جهات كثيرة في كردستان العراق ترفض موضوع الاستفتاء، أو على الأقل تريد تأجيله.
الدول الثلاث المحيطة بكردستان وهي العراق وتركيا وإيران، ترفض الاستفتاء، ولعل التصريحات التي صدرت من الرئيس التركي تعتبر من أقوى التصريحات، عندما هدد بعقد اجتماع لمجلس الأمن القومي التركي في الثاني والعشرين من الشهر الجاري، الأمر الثاني، أن إيران تعاملت بلغة لا تقل حدتها عن الموقف التركي، عندما هددت بغلق المعابر بين إيران وكردستان، وإلغاء جميع الاتفاقيات،أما العراق، وهي الدولة المتضررة التي لن تسمح بموضوع الاستفتاء، وبالتالي فإن الكورد وكأنهم ذهبوا إلى نفق مظلم، وكردستان محاطة بمثلث معادي لها، لا تستطيع معه أن تعيش.
أما النائبة انتصار الجبوري فتقول:
إن موضوع الاستفتاء في الوقت الحاضر وفي ظل الظروف الحالية المتمثلة في الحرب ضد تنظيم داعش وهناك مناطق كثيرة ما زالت محتلة وكذلك مع وجود مشاكل كثيرة في تطبيق المادة 140 من الدستور، نحتاج مع كل ذلك إلى وحدة الصف وإلى التهدئة والحوار، كي تكون حربنا موحدة ضد الإرهاب، وكذلك نحن نمر اليوم بأزمة أمنية واقتصادية، أما على المستوى الخارجي فالكل معترض على موضوع الاستفتاء، كدول الجوار والدول الأوروبية والولايات المتحدة، لذا نأمل من الإخوة في العراق أن يلجأوا إلى الحوار وإعادة النظر في هذا الموضوع، خصوصا وأن مجلس النواب العراقي قد صوت على عدم دستورية الاستفتاء وعدم الاعتراف به في حالة حصوله، وبالتالي هناك قرارات داخلية وخارجية ليست بجانب الاستفتاء.
الدستور العراقي يقول إن العراق موحد وفدرالي، والمكون السني اليوم يعتبر الحلقة الأضعف في العراق، فالجمهور السني قد هُجر من مناطقه التي يحتلها تنظيم داعش، كما توجد مناطق مشتركة بين السنة والكورد، وهي التي تسمى المناطق المتنازع عليها، التي لم يحل موضوعها، لذلك فإن المكون السني في موقف لا يحسد عليه.
نحن ندعوا إلى لغة الحوار، هناك حقوق يجب أن تعطى، وأن تحل تفاصيل علاقة الإقليم في المركز، وهي جميعا أمور من الممكن حلها عن طريق الحوار وليس بالانفصال، وسيكون هناك موقف دولي من قضية الاستفتاء إذا ما حصلت.