وانتهت الحرب، كما هو معروف، بانتصار جيشي مصر وسوريا على الجيش الإسرائيلي، بعد سلسلة من قصص التضحيات سواء على المستوى الفردي للمقاتلين أو بمساعدات معظم الدول العربية والأجنبية ومنها الاتحاد السوفييتي آنذاك، ومن بين قصص التضحيات التي سطرتها كتب التاريخ، قصة الرقيب نورد الدين الملا، الذي يعتبر من أوائل الذين رفعوا العلم المصري على أراضي سيناء خلال حرب أكتوبر 1973، بحسب موقع cairoscene.
وكان الرقيب نور الدين علي الملا قد التحق بالخدمة العسكرية عام 1966، ومن ثم خدم في صفوف قوات سلاح المشاة، حيث شارك في حرب الاستنذاف، حسبما ذكر موقع "أخبارك" المصري، ويذكر من بين بطولاته في تلك الفترة، أنه أثناء إبحار قاربه سأل قائده عما سيكون الوضع عليه إذا أصيب القارب، فلم يجب الملا لكنه لم يتردد في أن يقفز بملابسه كاملة في المياه، وسبح إلى الضفة الأخرى من القناة وأشار إلى قائده برفع سلاحه في رسالة طمأنة له.
وكانت بطولته الكبرى في حرب أكتوبر، وشارك ضمن فرقة كلفت بعبور قناة السويس، وبالفعل وصلت مجموعة كان يقودها قبل وصول المهندسين العسكريين المكلفين بفتح ثغرة في حقول الألغام لعبور القوات من خلالها، لكن الملا لم ينتظر كثيرا حيث بادر بقطع الأسلاك الشائكة، وبالفعل نجح بالتعاون مع المجموعات الأخرى في اقتحام النقطة رقم 146.
مزق الرقيب الملا العلم الإسرائيلىي، ثم استولت وحدته على النقطة وقتلت وأسرت من بها من جنود إسرائيليين، ثم تقدمت الوحدة فى اتجاه المواقع التي تتمركز فيها الدبابات الإسرائيلية وتضرب منها المواقع المصرية، فاشتبكت وحدة الملا مع قوات إسرائيلية احتياطية لمدة ساعة خسرت فيها القوات الإسرائيلية العديد من الدبابات والعربات المجنزرة.
في 11 أكتوبر/ تشرين الأول 1973 شن الجيش المصري هجوما ليليا على مركز قيادة إسرائيلي بممر متلا، شارك فيه الرقيب الملا ضمن مجموعة الاستطلاع المتقدمة، ونجحت مجموعته في مهمتها ودخل البطل في معركة ضارية مع القوات الإسرائيلية وظل يقاتل بشجاعة وبسالة حتى نفذت ذخيرته، واستشهد الرقيب نور الدين الملا في الـ12 من أكتوبر 1973، بعد أن اعتبره كثير من المؤرخين من أوائل من رفعوا العلم المصري في سيناء.
وكرّم الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات اسم الرقيب نور الدين الملا، عرفانًا بتضحياته البطولية، ومنحه وسام "نجمة سيناء".