سبوتنيك"، أجرت مقابلة مع القائد العسكري ومحافظ حضرموت الواء الركن فرج البحسني، للتعرف أكثر على أسباب الإستقرار في ذلك الإقليم وأهم القضايا التي تشغل المواطن اليمني،
إلى نص الحوار
سبوتنيك: "حضرموت" تكاد تكون المحافظة اليمنية الوحديدة التي تعيش نوعاً من الإستقرار، رغم ما مرت به البلاد.. ما رأيكم؟
"حضرموت" هي المحافظة الأكبر من حيث المساحة وعدد السكان بين محافظات اليمن على الإطلاق، حيث تستحوذ على ما يقارب ثلث مساحة اليمن عموماً، وبها الكثير من الموارد الطبيعية، وتلجأ إليها الحومة عندما يكون لديها بعض الصعوبات وخصوصاً في الموارد، ولم يستطيع الحوثيين وقوات صالح الوصول إليها، فأرسلو لها بعض المجموعات التخريبية، والتي تمكنت من السيطرة على عاصمة المحافظة "مدينة المكلا" وبعض المدن الساحلية الأخرى لمدة عام تقريباً، ومنذ 24 ابريل/نيسان 2016، وحضرموت تنعم بالأمن والأمان والإستقرار بعد طرد تنظيم القاعدة منها، فالمحافظة تتمتع بإستقرار أمني وغذائي وفي كافة جوانب الحياة.
سبوتنيك: وما هي الموارد التي تنفق منها المحافظة، وهل هى تابعة لموازنة الحكومة أم أنها مستقله؟
في الظروف الحالية تدير حضرموت معظم شؤونها بصورة ذاتية، وما بين الوقت والآخر تقوم الحكومة بصرف بعض مرتبات الموظفين وقوات الجيش والأمن، وبصورة أساسية تعتمد حضرموت على مواردها الأساسية لتسيير أمورها، وهى ناجحة في هذا المجال.
سبوتنيك: أنتم تديرون شئونكم..إذا ما هو دور حكومة عدن؟
تساعد الدولة في توفير رواتب الموظفين والشرطة والجيش وبعض الخدمات الأخرى، والدولة مسؤولة عن القضايا المالية بشكل عام.
سبوتنيك: وماذا عن الرعاية الصحية، وهل تعاني المحافظة من الأوبئة كما بباقي محافظات اليمن؟
الوضع الصحي في حضرموت جيد، ولا نعاني من أي أمراض أو أوبئة، بل أنها تقدم خدمات جليلة في المجال الصحي لعدد من المحافظات، ومستشفيات حضرموت هى الملجأ لكل المرضي من عموم البلاد، وابواب المحافظة مفتوحة أمام الجميع، مع مراقبة الوافدين خوفاً من إندساس عناصر إرهابية ودخولها للإقليم.
سبوتنيك: كيف تتعاملون مع العالم الخارجي لتوفير احتياجاتكم.. وفي أي إطار يتم ذلك؟
نظراً للمساحة الكبيرة لإقليم حضرموت، بها عدة مطارات، منها مطارين كبيرين دوليين في "الريان بالمكلا وسينون"، ومطار سينون هو المنفذ الأساسي الذي لم يتوقف أبداً، أما مطار الريان فقد توقف لفترة ليست كبيرة بعد إستيلاء تنظيم القاعدة عليه لفترة طويله ، وبعد تحريره ، يتم العمل حاليا لإصلاحه تمهيداً للإفتتاح خلال الفترة القليلة القادمة، كما أن ميناء "المكلا" عاصمة حضرموت هو مرسى للسفن من جميع أنحاء العالم، لذا فنسبة كبيرة من احتياجات البلاد تمر عبر حضرموت بما فيها المحروقات.
سبوتنيك: من الذي يشرف على تلك المطارات وميناء المكلا؟
تشرف على ميناء المكلا إدارة مدنية، أما المطارات فتشرف عليها القوات الأمنية التابعة للحكومة في عدن.
سبوتنيك: هناك من يقول أن الإمارات العربية هى من تدير الإقليم، وأن ولائكم لها؟
نحن لا نتبع لأحد، فنحن أسياد على ديارنا وأرضنا، والأشقاء في المملكة العربية السعودية والإمارات يساعدوننا في وقت حرج جداً وصعب، ونحن من كنا بحاجة إلى مساعدتهم العسكرية والأمنية والاقتصادية، ونحن نكن لهم كل الاحترام والتقدير، أما شؤون بلادنا فنحن من يديرها مدنيا وعسكرياً، فالسعودية والإمارات داعمين لنا لتنفيذ مهامنا.
سبوتنيك: ما هو موقفكم من المجلس الإنتقالي، والذي تم تدشينه في مايو الماضي؟
الوطن يعيش محنة فرضها علينا "الانقلابيين"، والتحالف يدعم بكل قوة حكومة الرئيس هادي، وهم يعلمون جيداً متى يدعمون ومتى يوقفون الدعم، وهذا الموضوع شائك ويمكن أن يسبب مشكلة لليمن ولدول الجوار أيضاً، ويجب أن يعلم الجميع أن الجنوب "محتقن"، منذ فترة طويلة، بعدما انتهكت حقوقهم ونهبت ثرواتهم بشكل سافر خلال السنوات الماضية، ومن وقت إلى آخر يريدون التعبير عن غضبهم وحقوقهم، وهذا أمر مشروع تم ترجمته في المليونيات التي تتجمع في الميادين، لعرض مطالبهم، فلاالشرعية ولا التحالف ينكرون تلك الحقوق.
سبوتنيك: سألتكم بالتحديد عن موقفكم من المجلس الانتقالي؟
القضية الجنوبية تحركت منذ سنوات واعتقد أنها حققت تقدم كبير، وتفهم العالم والمنطقة مطالبهم، وعندما يعبرون عن تلك المطالب بتكوين كيان يحمل قضيتهم للداخل والخارج، فهذا لا يعيبهم ولا يعيب الشرعية، وهناك عدة كيانات الآن موجودة في الجنوب وغير تناضل بطرق وربما بأساليب مختلفة لنفس الهدف، المتمثل في بلوة القضية الجنوبية في شكل محدد لكي تحصل على حقها بشكل كامل.
سبوتنيك: هل تم القضاء بالفعل على كل التنظيمات والفصائل المسلحة في الإقليم؟
في الفترة الماضية تمكنت عناصر إرهابية من السيطرة على مطار المكلا الدولي، وجزء من تلك العناصر يتبع تنظيم القاعدة والجزء الآخر مدفوع من قبل الشمال من أجل القيام بعمليات تخريبية في حضرموت، لكن معركة 24 أبريل/نيسان العام الماضي، كانت حاسمة فتم القضاء بشكل كامل على التنظيمات الإرهابية، وتم وضع استراتيجية لمتابعتها والبحث عنها، وتم القضاء على مجاميع كبيرة من تلك العناصر، وفر الباقي خارج الإقليم، وبطبيعة الحال فإن التنظيمات الإرهابية على العموم تختفي عندما تتلقى الكثير من الضربات ولا تظهر، وهذا لا يعني أنها انتهت، فحضرموت اليوم أصبحت خالية من التظيمات الإرهابية، لكننا لا نستطيع أن نجزم بأنه لا يوجد بها عنصر إرهابي، أو مجموعة عناصر مختبئة في مزرعة أو قرية أو وادي في صحراء حضرموت الشاسعة، ونحن كإدارة الإقليم نضع كل الاحتمالات في الحسبان.
سبوتنيك: هل تتجة الشرعية للصدام مع المجلس الانتقالي في الفترة القادمة؟
يجب ألا ننسى أننا مازلنا في حالة حرب لإستعادة الشرعية، وانضمت لتلك الحرب دول التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية، واليوم التحالف والشرعية والجنوبيين بمختلف توجهاتهم يقفون اليوم في صف واحد للتخلص من هذا الوضع لغير طبيعي الذي انقلب على الشرعية، واعتقد أن العلاقة بين السلطة الشرعية والمجلس والحراك يجب أن تكون متناغمه في مواجهه الأخطار المحيطة بالبلاد، وهذا لا يمنع من اجراء نقاش وحوار حول الكثير من الأمور التي ترى بعض الأطراف ضرورة لتصحيحها أو تعديل مسارها.
سبوتنيك: ستنتهي الحرب يوماً ما.. أي شكل للدولة اليمنية القادمة يمكن لحضرموت الموافقة عليه؟
لكل حرب نهاية، لذلك حكومة الشرعية والتحالف مدت يدها من البداية لإجراء حوار لمنع الحرب ووقفها، كما بذلت الأمم المتحدة جهود، وكانت هناك مساعي لدول أوربية وعربية، وللأسف قوبلت كل تلك المساعي بتعنت من جانب القابضين على الحكم في صنعاء، وفي النهاية سيجلس الجميع على طاولة التفاوض وستحدث تنازلات من كل الأطراف، ولا بد من تحريك هذا الملف بصورة جادة ومسؤولة لرفع المعاناة عن الشعب اليمني، وحضرموت سيكون لها دور كبير في الحل والمساعدة على الحل، وموقفنا واضح وصريح من كل الأمور، ربما يكون الحوار والنقاش الذي دار قبل الأزمة حقق نتائج طيبة، لكن الآن الأمور تغيرت، وفي اعتقادي ستكون هناك مفاوضات ونقاشات جديدة تفضي إلى حل الأزمة اليمنية بشكل عام.
سبوتنيك: كيف تقيمون العمليات العسكرية من جانب التحالف، في ظل ما يعلن عنه انصار الله يومياً عن تطوير في منظومتهم الصاروخية؟
التوازن العسكري من البداية هو لصالح التحالف وسيظل لصالح التحالف، فلا يمكن أن يكون ميزان القوى غير ذلك، والحوثيين يقومون من وقت إلى آخر بإطلاق صواريخ باليستية "حصلوا عليها من إيران مؤخراً"، وتلك الصواريخ لا تحسم معارك، وكل ما يريدونه منها هو عملية الضغط النفسي والتخويف، وهو ما لن يكون له أي جدوى، لأن السعودية والامارات لديهما شبكة قوية من الصواريخ المضادة للصواريخ والطيران، والمتابع الجيد يعرف أنه لم يسقط صاروخ للحوثيين في مكان ويحدث ضرراً، نعم تلك الصواريخ تتجاوز الحدود، لكن يتم اعتراضها بشكل مباشر فوق الأراضي السعودية، ولن تصل تلك الصواريخ ابداً إلى الإمارات أبداً، وتلك معادلة نعرفها جيداً.
سبوتنيك: هل ترون أن روسيا الإتحادية يمكنها لعب دور لإنهاء الأزمة في اليمن؟
روسيا دولة كبرى في العالم وتتمتع بعلاقات وثيقة وتاريخية مع اليمن، ونعلق آمال كبيرة عليها في لعب دور محوري لإنهاء الأزمة، وأعتقد أنها ستلعب هذا الدور في القريب العاجل.
سبوتنيك: ما هى رسالتكم لكل المهتمين بالشأن اليمني؟
أو أن أقول للعالم العربي عموماً، أن الوضع الذي يعيشه اليمن في الوقت الراهن إلى زوال، وأؤكد للجميع أن الوضع في حضرموت مستقر تماماً والحياة تسير بشكل طبيعي وتسير نحو مزيد من الإستقرار في كل شيء، وهناك نوافذ دوليه على العالم من خلال المطارات والموانيء الدولية في الإقليم.
أجرى الحوار| أحمد عبد الوهاب