وأضاف القصير، في تصريحات خاصة لـ"سبوتنيك"، اليوم الجمعة 27 أكتوبر/ تشرين الأول 2017، أن أبرز ما يجب أن يلفت النظر هو حديث وزير الخارجية الأمريكي تيلرسون عن مستقبل الرئيس الدكتور بشار الأسد، قبل يوم واحد من صدور التقرير، الذي من الواضح أن الولايات المتحدة وضعت خطوطه العريضة وربما تفاصيله أيضاً بنفسها.
وتابع:
تزامن الإعلان عن هذا التقرير، وإدانة الدولة السورية فيه، مع إصرار الأصدقاء الروس على إشهار الفيتو في مجلس الأمن رفضًا لتمديد عمل لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة لمدة عام كامل آخر، يكشف بشكل واضح أن التقرير موضوع بشكل متعجل، فمن أين تريد الولايات المتحدة أن تعمل اللجنة لمدة عام آخر، ومن أين انتهى عملها وتمكنت من توفير أدلة الإدانة للدولة، الأمر هنا يؤكد وجود مؤامرة كبيرة.
وشدد على أن الثغرة الكبيرة في هذا التقرير، تتمثل في كونه مشتركًا بين اللجنة الأممية المكلفة بالتحقيق — جنائياً وعسكريا — في حادث خان شيخون، وبين منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، لأن الأخيرة سبق لها أن أعلنت أنها غير مسؤولة أو مخولة عن إعلان المسؤول عن ارتكاب الحادث، ولكنها تشارك بشكل مباشر في تقرير يدين أحد الأطراف.
وتساءل القصير، لماذا تعلن الأمم المتحدة الآن إدانة الدولة السورية، بالتزامن مع إعلان المبعوث الأممي إلى سوريا ستافان دي ميستورا عن جولة جديدة من المفاوضات السورية — السورية في جنيف، في أواخر شهر نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل؟ وهل نتوقع تبدلاً في موقف المعارضة، التي كانت قد طرحت مسألة رئاسة الدولة في المرحلة الانتقالية جانباً؟
ولفت السياسي السوري إلى أن الجولة الجديدة من مفاوضات جنيف سوف تكون كاشفة بشكل مباشر عن حجم المؤامرة التي تحاك ضد الدولة السورية، وسوف يتضح خلالها من يدعم وحدة الأرض واستقرار سوريا، ومن يعمل لصالح مخططات التقسيم ويسهل الاستيلاء على المناطق المحررة، خاصة في ظل محاولات توريط الدولة في الدماء.