وفي إطار الحديث عن دور المرأة في التنظيمات الإرهابية كـ"داعش"، قال إن المرأة أصبحت تشارك في رصد الأهداف، وزرع المتفجرات، والقيام بالعمليات الانتحارية، حيث استغلت تلك التنظيمات عدم تركيز الأجهزة الأمنية وإلقاء الضوء في الرصد والمتابعة على النساء كما هو الحال مع الرجال، لإسناد تلك المهمات لعناصره المجندات من النساء، كما تم إقامة المعسكرات الخاصة بتدريب النساء على المهمات الانتحارية مثل معسكر "الخنساء" بالعراق، بجانب استخدام التنظيم للنساء والأطفال كدروع بشرية ضد ضربات الأجهزة الأمنية المكافحة له.
ولم يتفق فرغلي مع الرأي القائل بأن انضمام الأجنبيات إلى صفوف "داعش"، كان سببا في استخدامها كأداة في تنفيذ العمليات الإرهابية، حيث إن انضمامها جاء تاليا لقرار قادة التنظيم باستخدام النساء في هذه الوجهة ولم يكن سابقا له.
وتابع "فرع العمليات الخارجية في داعش أقام جناحا خاصا أطلق عليه "الخيول المسومة"، يتضمن خلايا متخصصة في الاستقطاب والتجنيد، وفي داخل هذا الجناح قسم نسائي للتدريب على كيفية غسل المرأة الداعشية دماغ امرأة بغرض استقطابها وتجنيدها ضمن عناصر التنظيم".
وقال فرغلي إن استخدام داعش للنساء جاء تعويضا لنقص العنصر الذكوري في صفوفه نتيجة الحروب المفتوحة ضده على مختلف الجبهات.
ورأى رئيس تحرير موقع "أمان" أن عدم تركيز الأجهزة الأمنية على النساء كما هو الحال مع عناصر "داعش" من الرجال يمثل خطورة كبيرة، حيث إن هؤلاء النسوة قد خضعن لدورات تدريبية تربوية مكثفة وفق أدبيات هذه التنظيمات، ولعملية غسل أدمغة.
ولفت إلى ضرورة توجه مؤسسات المجتمع المدني، إلى التركيز على إعطاء النساء الداعشيات دورات مكثفة تقابل بالمثل التي مورست عليهن في فترة بقائهن في معسكرات التنظيم، ولا بد من علاجهن نفسيا، على أن يخضعن لمنظومة من القيم تختلف عن تلك التي تلقينها تحت مظلة المنظمات المتبنية للفكر الإرهابي المتطرف.
وأضاف أن تجنيد العناصر الإرهابية قد يكون تجنيدا فرديا مباشرا عن طريق الإقامة في معسكرات التنظيم، أو عن طريق الإنترنت حيث يتم استقطاب ما تبلغ نسبته أكثر من 75%، من عناصر التنظيم من خلال تلك الطريقة.
وعن مواجهة ذلك والحد منه، وصف الخبير هذا الأمر بالصعب، حيث إنه لا بد من توحيد ذلك الهدف بين دول عدة وليست دولة واحدة ومن ثم القيام بوضع الأسس والقواعد المكافحة المتصدية لهذا الداء عن طريق الإنترنت، مشيرا إلى أن لـداعش على الإنترنت أكثر من 70 كتابا يدعم مبادءها وأهدافها وهو ما يسهم في تسهيل مهمتها في تجنيد عناصرها رجالا ونساء وحتى الآن لم يوجد في المقابل كتابا واحدا يفند تلك الكتب لضحد و تكذيب ما ورد فيها من تضليل وأكاذيب واستغلال لنصوص القرآن والسنة بشكل منحرف وغير صحيح.
ميدانيا، أفادت مراسلة "سبوتنيك" بالعراق، نازك محمد، عن تطور دور المرأة داخل التنظيم بدءا من كونها زوجة حتى خوضها للقتال في الميادين جنبا إلى جنب مع الرجل، بقولها إن التنظيم استخدم النساء في البداية كوسيلة لإقناع الشباب بالانضمام إلى صفوفه كون له زوجة أجنبية فاتنة، وبيت وأبناء وحياة اجتماعية مستقرة بل ربما مرفهة في بعض الأحيان، ولكن خسارة التنظيم لعناصره من الرجال في مواجهاته مع القوات العراقية كانت عاملا قويا لاستخدام التنظيم لخطته البديلة المتلخصة في استخدام النساء في القتال.
وقالت نازك، بأن نسوة "داعش" لم يتمكنّ من تجنيد النساء المدنيات في الأنبار، وصلاح الدين، والموصل، ولكن العاهرات تم تجنيدهن قسرا وخوفا من قبلهن وتحاشيا أن يقوم التنظيم برجمهن أو قتلهن جزاء على الفاحشة في المناطق الواقعة تحت سيطرة التنظيم، وفقا لقوانين "داعش".