وقال: وجهة النظر الأولى، تقول إن الجانب التركي خسر منذ أن أصر رئيس الإقليم مسعود بارزاني على الاستفتاء، بدليل أن أنقرة فشلت في استخدام ما لديها من نفوذ سياسي واقتصادي وأمني من أجل إقناع رجلها بالتوصل إلى صيغة مقبولة والتراجع عن قراره.
ونتيجة لذلك، وجدت تركيا نفسها مضطرة إلى الاقتراب من الأجندة الإيرانية في العراق كي لا تخرج من المعادلة بخفي حنين. وقد جاء الموقف التركي محملا أيضا بالتكاليف.
ونوه باكير إلى أن أنقرة التي كانت تعترض بشدة سابقا على دور الحشد الشعبي، سواء في العراق بشكل عام أو قرب حدود الإقليم وتركيا بشكل خاص، اضطرت إلى السكوت هذه المرة، ولم تعلق على الأمر.
أما وجهة النظر الأخرى، بحسب الكاتب باكير، فإنها تقول كلاما مغايرا، حيث أن تركيا حققت ما تريده في نهاية المطاف بأقل التكاليف الممكنة، فالاستفتاء أصبح من دون قيمة عملية، وبارزاني عوقب بشدة على عدم تقديره للدعم التركي خلال المراحل السابقة، وشبح انفصال الإقليم يتبدد.
وخلص الكاتب إلى أنه في جميع الأحوال، لا تبدو مهمة تركيا سهلة في إعادة ترتيب أوراقها في العراق. كما أن مسألة ارتباط أو عدم ارتباط دورها هناك بالنفوذ الإيراني ستتوقف على جملة من المعطيات. فواقع الأرض أصعب من أن يتمكن أي سياسي أو حزب تغييره بهذه البساطة، وهنا بالتحديد تكمن الإشكالية في مسألة التعامل مع النفوذ الايراني في المنطقة بشكل أساسي.