وأضافت المصادر، وفقاً لرويترز، أن السعودية كانت قد خلصت إلى أن رئيس الوزراء، كان عليه الرحيل عن المشهد السياسي لأنه لم يكن مستعدا لمواجهة "حزب الله"، مشيرة إلى أن الرياض "تخطط لأن يحل شقيقه الأكبر بهاء الحريري محله كأبرز سياسي سني في لبنان"، مؤكدة أن بهاء موجود في السعودية وطلب من أفراد العائلة السفر إلى هناك لمبايعته ولكنهم رفضوا ذلك.
وقال مصدر مقرب من الحريري لـ"رويترز"، إنه "عندما حطت طائرته في الرياض فهم الرسالة فوراً بأن الأمور ليست على ما يرام، لم يكن هناك أحد بانتظاره"، مؤكداً أنه حتى الآن لم يعط الحريري أي تصريحات علنية منذ استقالته ولا أي إشارة حول متى يمكن أن يعود إلى لبنان.
ورفضت السعودية المزاعم بأن الحريري أجبر على الاستقالة وتقول إنه رجل حر. ولم يتسن على الفور الوصول إلى مسؤولين سعوديين للتعليق على ملابسات وصوله وما إذا كان هاتفه قد تمت مصادرته أو ما إذا كانت المملكة تخطط لأن يكون شقيقه بديلا له.
وسردت "رويترز" التفاصيل، حيث قال إن الحريري تلقى اتصالا هاتفيا مساء الخميس، الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني، للحضور إلى المملكة ولقاء العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز.
وقال الحريري، فيما كان يودع مستشاريه، إنه سوف يعود يوم الاثنين لاستئناف مناقشاتهم، وقال لفريق إعلامه: إنه "سيلتقي بهم آخر الأسبوع في شرم الشيخ"، حيث كان من المقرر أن يلتقي بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على هامش المؤتمر العالمي للشباب.
ودأب الحريري على زيارة السعودية، وفي زيارة قبل ذلك ببضعة أيام كان ولي العهد محمد بن سلمان قد رتب له لقاءات مع مسؤولي مخابرات بارزين ومع المسؤول السعودي المختص بشؤون لبنان وهو وزير الشؤون الخليجية ثامر السبهان.
وعاد الحريري بعد هذه الزيارة إلى بيروت، وكان يبدو عليه الارتياح، كما قالت مصادر في الوفد الذي يرافقه دائماً، وكان نشر صورة سلفي له مع السبهان وكلاهما يبتسم، وقال الحريري لمساعديه: إنه سمع كلاما "مشجعا" من ولي العهد شمل وعوداُ لإعادة إحياء مشروع هبة سعودية للجيش اللبناني.
وأشارت المصادر المقربة من الحريري، إلى أن رئيس الوزراء اللبناني "اعتقد أنه أقنع مسؤولين سعوديين بالحاجة للحفاظ على حالة من التوافق مع حزب الله من أجل استقرار لبنان، إلا أنهم لم يعجبهم ما سمعوا".
وقال المصدر إن الحريري قال للسبهان "موضوع حزب الله ليس موضوعا محلياً، لا تحملونا مسؤولية شيء يتخطاني ويتخطى لبنان"، مؤكدا أنه "بالنسبة للسعوديين هي معركة وجودية هي مسألة أبيض أو أسود، ولكن نحن في لبنان معتادون على الرمادي".