يقول الكاتب سيرغي كوجيمياكين في مقال كتبه في صحيفة "برافدا" الروسية، إن استقلال كردستان كان على مدى زمني طويل مشروعا جيو سياسيا أمريكيا وإسرائيليا وسعوديا، إلا أن ردة فعل واشنطن على إدخال بغداد قواتها إلى المناطق المتنازع عليها، بدت كأنما تلغي المشروع السابق.
ويرى أنّ تخلي واشنطن عن حليفها الكردي قام على حسابات مصلحة مختلفة، فقد كان من شأن تأييد استقلال كردستان أن يضر بالعلاقة مع بغداد حليفة إيران وربما يطيح بحكومة العبادي صديق الأمريكيين ويوصل شخصية أخرى أقرب إلى طهران مما هي إلى واشنطن.
هناك من المراقبين من يرى أن تخلي واشنطن عن الأكراد جاء بعد حصولها على ضمانات من حكومة بغداد، تتمثل في الوقوف بجانب الولايات المتحدة وحلفائها في الشرق الأوسط في العمل على تقليص النفوذ الإيراني في العراق.
كذلك ترى العديد من وسائل الإعلام الغربية أن نشر القوات الاتحادية العراقية في كركوك في منتصف الشهر الماضي، ساهم في تصاعد نفوذ طهران في المنطقة من خلال قوى موالية لها، ممثلة بفصائل من الحشد الشعبي، حيث بات بإمكان إيران، بمساعدة تلك القوى، من إقامة "جسر أرضي" يمتد من العراق وسوريا وصولا إلى لبنان.
وحول هذا الموضوع كان لبرنامج "الحقيقة" حوار مع رئيس المجموعة العراقية للدراسات الاستراتيجية الدكتور واثق الهاشمي، حيث يقول الهاشمي:
إن المعادلة تغيرت في الشرق الأوسط، ذلك أنه وبعد عودة روسيا إلى المنطقة، بات مبدأ توازن القوى حاضرا، وأصبح معه موضوع إخراج إيران من المنطقة لن يحدث مع وجود اقطاب كبيرة في المنطقة، كما أن الولايات المتحدة تريد من العراق أن يبقى قوي وموحد في ظل وجود لاعبين إقليميين مؤثرين وهما إيران وتركيا.
الولايات المتحدة الأميركية لن تتقاطع مع إيران لا سابقا ولا حاضرا ولا مستقبلا، بل ولا حتى تقوم بضربها، حيث سوف تبقى ايران شرطي الخليج، فالصفقات الأمريكية لامكان لها غير منطقة الخليج. كما أن إيران تريد من العراق في أن يكون لاعبا قويا وموحدا من أجل أن يقوم بتجسير العلاقات مع السعودية ومع الولايات المتحدة، والأخيرة تريد العراق موحد في ظل وجود إيران وتركيا، وهذا الحال ينطبق على باقي الدول، فالمصالح الدولية تتفق على وحدة العراق.
اتجاه الولايات المتحدة نحو وحدة العراق كان متغير بالنسبة لها، بعد أن رأت تعاظم دور إيران وتركيا في المنطقة، والذي احتاجت معه لاعب إقليمي وسطي بينهم.
إعداد وتقديم: ضياء إبراهيم حسون