من جهة أخرى ، أقر التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الثلاثاء، بـإمكانية أن يكون مقاتلون أجانب قد تمكنوا من الهرب وسط المدنيين من مدينة الرقة السورية قبيل تحريرها من داعش.
في الوقت نفسه، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن عملية تحرير مدينة البوكمال السورية كشفت عن أدلة على أن التحالف الدولي بقيادة واشنطن يقدم دعما مباشرا لداعش، وذلك لتحقيق مصالح أمريكا في الشرق الأوسط
وقالت الوزارة في بيان يوم أمس الثلاثاء 14 نوفمبر، إن قيادة القوات الروسية في سوريا اقترحت على التحالف مرتين إجراء عمليات مشتركة للقضاء على قوافل لداعش وهي تنسحب في الضفة الشرقية لنهر للفرات باتجاه الحدود مع العراق، إلا أن الأمريكيين رفضوا بشكل قاطع قصف الدواعش بدعوى أنهم بصدد تسليم أنفسهم وبالتالي تنطبق عليهم أحكام معاهدة جنيف بشأن أسرى الحرب.
وأشار البيان إلى أن طيران التحالف حاول التشويش على عمل سلاح الجو الروسي في سماء البوكمال، وذلك لتأمين الخروج الآمن لمسلحي داعش.
وأوضح البيان، أن طائرات تابعة للتحالف، دخلت المجال الجوي فوق منطقة تحيط بالبوكمال على بعد 15 كيلومترا، لعرقلة عمل الطيران الروسي، وذلك انتهاكا لاتفاق مسبق بين العسكريين الروس وقيادة التحالف في قاعدة العديد بقطر، بشأن حظر تحليقات طائرات التحالف في تلك المناطق.
وحسب الدفاع الروسية، فإن هذه التحركات للتحالف الدولي تدل على أن الهجوم السريع للقوات السورية في البوكمال أحبط مخططا أمريكيا بشأن إقامة سلطات موالية لأمريكا وغير خاضعة للحكومة السورية لإدارة شؤون المناطق الواقعة شرق الفرات.
وخلص البيان إلى أن هذه الوقائع تثبت بشكل لا يقبل الجدال، أن الولايات المتحدة تتظاهر أمام المجتمع الدولي بخوض حرب حاسمة ضد الإرهاب، لكنها في الحقيقة تؤمن حماية لفصائل داعش المسلحة، من أجل إعادة قدرتها على القتال وإعادة تشكيلها واستخدامها لتحقيق مصالح أمريكية في الشرق الأوسط.
يقول الخبير العسكري والاستراتيجي العميد الدكتور أمين حطيط في حديث لإذاعتنا بشأن ما تم كشفه من صفقة سمحت لمئات من مسلحي داعش وأسرهم بمغادرة مدينة الرقة تحت إشراف التحالف الدولي والمقاتلين الأكراد، الذين سيطروا على المدينة، بالنسبة لنا:
نحن لم يفاجئنا الخبر الذي أذيع، وأصلا نحن منذ أن تشكل التحالف الدولي في صيف 2014 كنا نعلم جيدا، بأن هذا التحالف لم يأت لمقاتلة داعش ومحاربة الإرهاب، بل جاء ليستثمر بداعش وبالإرهاب، وفي كل عمله، فإن التحالف الدولي منذ ثلاث سنوات وحتى الان، كان حريصا على داعش وهو الذي يوجهها وخاصة بالقيادة الأميركية، ونحن نعتبر أن داعش بذاته لا يعدو كونه الجيش السري الذي تقوده السي أي أي الأميركية، وبالتالي فإن الوقائع التي كانت تثبت لدينا في أكثر من مرة، تؤكد بأن داعش يعمل بالقرار الأميركي وبالحضن الأميركي، وما جرى في الرقة هو بنظرنا لا يعدو كونه عملية تسليم وتسليم، بين فصيلين تقودهما أميركا، الفصيل الذي كان محتلا للرقة وهو داعش، والفصيل الذي جاء بقيادة أميركية وبتوجه أميركي، جاء ليمارس احتلالا جديدا، فنحن لا نعتبر أن الرقة تحررت، لأن الاحتلال تغير ومن ينفذه، وبالتالي إخراج جماعة داعش من الرقة كان أمرا منطقيا، لإن التحالف لم يوجه رصاصة فعلية ليقتل داعشيا، بل كان يوجهه ويحميه، وعملية الإخراج كانت من أجل نقل جماعة داعش إلى أمكنة تستفيد منها أميركا، ونحن نعلم جيدا أن المقاتلين من داعش الذين خرجوا من الرقة توزعوا على أماكن مختلفة داخل سوريا وخارجها حتى حدود الصين وشمال أفريقيا. وكل ذلك تم بإشراف أميركي.
التفاصيل في التقرير الصوتي المرفق في هذه الصفحة.
إعداد وتقديم: عماد الطفيلي