اخترق عبد المنعم إبراهيم القلوب، بملامحه البريئة، التي تلمح فيها ملامح "لوريل" صديق "هاردي"، وكانت بدايته مسرحية، بتتلمذه على يد الفنان زكي طليمات، بعد تخرجه في المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1949، والتحاقه إلى فرقة المسرح الحديث، ومنها إلى فرقة الكوميديان إسماعيل ياسين في 1955، التي كانت بوابته إلى السينما.
بطولتان مطلقتان
وبالنظر إلى البطولة المطلقة، فإن عبد المنعم إبراهيم لم تكتب البطولة المطلقة في مشواره الفني سوى مرتين، هما فيلم "سر طاقية الإخفاء" (1959) وفيلم "سكر هانم" (1960).
وإذا راجعنا تطور مشوار الراحل عبد المنعم إبراهيم، فسنجد أنها شهدت طفرات كبيرة، وتعكس في الوقت ذاته أننا أمام ممثل طموح، يرغب في تجسيد كل الأنماط والأدوار، فكانت البداية من تجسيده لدور "سنيد" البطل الشهم خفيف الظل، مثل في فيلم "الزوجة رقم 13" (1962)، و"الهاربة" (1958)، و"إشاعة حب" (1960)، ومرورا بأدوار جادة مثل في فيلم "المرايا" (1970)، وختاما بأدوار أكثر تراجيدية أدمعت قلوبنا في واحد من أجمل أعماله الفنية الأخيرة مسلسل "أولاد آدم" من إنتاج 1986.
صاحب أول فيديو Vine
من الممكن اعتبار أن عبد المنعم إبراهيم هو أول فنان في العالم العربي، يقدم فيديو "Vine"، والذي يقوم مشتركيه بأداء أغنيات شهيرة أو تقليد لفنانين، بتقليده لصوت الفنانة هند رستم في فيلم "إشاعة حب"، في واحد من أكثر مشاهد السينما المصرية طرافة.
طرح مذاكراته قريبا
كشفت ابنة عبد المنعم إبراهيم عن إعدادها لكتاب يروي سيرة والدها واسرار من حياته من لقاءات إعلامية، والذي سيطرح قريبا وسيقوم بصياغته أحد الكتاب المتخصصين.
كوميديان "قليل البخت"
ولكن يرى الكاتب المصري محمود السعدني، في كتابه "المضحكون"، أن عبد المنعم إبراهيم كان أقل المضحكين الكبار حظا وأقلهم فرصة، وأقلهم شهرة، ليصفه بحجر ياقوت في زنزانة مساجين كلهم يبحثون عن سجائر، وكبئر بترول في صحراء يبحث سكانها عن زجاجة مياه مثلجة… وذلك لأربعة أسباب:
1- عيب في جمهور المسرح والسينما، الذين اعتادوا منذ أيام "عميد المسرح المصري" يوسف وهبي أن يشاهدوا نصوص ذات رسالة مباشرة، وممثلين من أصحاب الأصوات الجهيرة، عكس عبد المنعم إبراهيم الذي يمتلك صوتا ناعما مثل موهبته.
2- ابتعد عن مزاج المتفرج المصري واقترب من مزاج المتفرج الخواجة، وذلك لملامحه الهادئة وحركاته البسيطة.
3- وجوده في المسرح القومي، الذي يرى السعدني أنه قضى عليه بأن يتحرك في حدود.
4- انشغاله بمشاكله الشخصية، وهي مشاكل من النوع الذي يساعد على التحطيم وليس على التكوين.
وكشف عبد المنعم إبراهيم في لقاء له مع تلفزيون الإمارات العربية المتحدة، أن من أصعب فترات حياته عندما علم بوفاة زوجته الأولى بعد أن أخبره الطبيب بأنها ستعيش لمدة ستة أشهر فقطـ.
ويقول عن تلك الفترة: "كنت بنام ومابنامش.. بنام صاحي، وبعد ذلك توفيت زوجتى الأولى، ثم تزوجت مرة أخرى ومعى حاليا 5 أولاد".
كما اعترف إبراهيم في نفس اللقاء بمشاركته فى أعمال دون المستوى، قائلا: "عملت أعمالا غير راض عنها إطلاقا، وكنت بضرب نفسي".
وفي مثل هذا اليوم 17 نوفمبر/ تشرين الثاني ولكن في عام 1987، توفي عبد المنعم إبراهيم عن 63 عاما، ودفن في مسقط رأسه بلدة ميت بدر حلاوة في محافظة الغربية.