بدوره قال المحلل الأمني والخبير في الحركات الجهادية هشام الهاشمي لوكالة الصحافة الفرنسية إن أحدا من التنظيمات المتطرفة "لن يفكر بالعودة مرة أخرى إلى ما يسمى بأرض التمكين أو أرض الخلافة".
مشيرا إلى أنه في العام 2014، نصب أبو بكر البغدادي نفسه "خليفة" على سبعة ملايين شخص في أراض تتخطى مساحتها مساحة إيطاليا، وتشمل أجزاء واسعة من سوريا ونحو ثلث أراضي العراق.
ولفت الهاشمي إلى أن "دار الإسلام" هذا اجتذب آلاف الجهاديين الذين أتوا مع نسائهم وأطفالهم من كل أنحاء العالم. حينها، أصحبت مدينة الرقة السورية "عاصمة الخلافة"، وشهدت مدينة الموصل، الظهور العلني والوحيد للبغدادي. وفي كل المدن التي كانت تحت سيطرته، رفع تنظيم "داعش" رايته السوداء فوق مباني الإدارة الجديدة التي عاد واستقى أسماءها من أولى سنوات عصر الإسلام.
وأضاف الخبير الهاشمي:
بعد أقل من أربع سنوات، وفي أعقاب معارك طويلة هي الأعنف منذ الحرب العالمية الثانية، لم يعد "داعش" يسيطر حاليا سوى على أقل من خمسة في المئة من الأراضي التي استولى عليها في العام 2014، كما وعائدات الحقول النفطية التي كانت في مناطق حكمه.
مؤكدا أنه بعد تلك الخسائر الكبيرة، فإن التنظيم حتى إذا كتب له البقاء، لن يفكر بالعودة مرة أخرى إلى فكرة السيطرة العسكرية أو الإدارية على الأراضي.
من جهته أشار الخبير في شؤون الشرق الأوسط لدى معهد "إيريس" للشؤون الدولية والإستراتيجية في باريس، كريم بيطار، إلى أن "مشروع الخلافة سقط أمام الواقع الجيوسياسي".
ولهذا فإنه "من المحتمل أن تعود الشبكة الجهادية العالمية إلى إستراتيجيتها الأولى بعدم الإرتباط بالتواجد المكاني، وتفضيل توجيه الضربات مجددا إلى العدو البعيد من خلال استهداف الغرب أو روسيا لإظهار أنه يجب دائما أخذها في الحسبان"، بحسب قول الخبير بيطار.
بدوره قال الهاشمي: تلك "الشبكة" باتت الآن بقيادة جديدة تلوح في الأفق. فكما نشأ تنظيم "داعش" من أطلال "تنظيم الدولة الإسلامية في العراق" وما تبقى من تنظيم القاعدة قبله، بدأت تظهر الآن نواة تنظيم جديد يتأسس على فلول آخر الجهاديين.
ويقول الخبير في التنظيمات الجهادية أن "أنصار الفرقان هو التنظيم الجديد القادم، ويضم معظم فلول تنظيم الدولة وبقايا تنظيمي أنصار الإسلام والقاعدة في العراق الذين بدأوا ينجذبون إلى هذا التنظيم".
وأضاف: "هذه نواة صلبة من العقائديين والمنهجيين، أسست في شهر أيلول/ سبتمبر السابق في سوريا، ونعتقد أنهم في جبال إدلب". والمفارقة أن رأس هذا التنظيم الجديد هو حمزة أسامة بن لادن، نجل الزعيم التاريخي لتنظيم القاعدة. خصوصا وأن مقتل بن لادن لم يكن يعني النهاية، إذ أن اسمه ما زال عاملا جاذبا ومستقطبا للكثير من الجهاديين، كما يؤكد الخبراء.