وحسب وكالة الأنباء الفرنسية، فإن رئيسة الوزراء البريطانية، تصل إلى عمان اليوم في زيارة رسمية، تلتقي خلالها كبار المسؤولين لبحث العلاقات الثنائية وقضايا المنطقة. وتأتي زيارة ماي للمملكة ضمن جولة له في منطقة الشرق الأوسط تستمر ثلاثة أيام، تشمل السعودية والعراق إضافة إلى الأردن. وقال ناطق باسمها إن "هذه الزيارة تظهر أن بريطانيا مصممة على إقامة مستقبل واثق وجريء لأنفسنا في العالم في حين تغادر الاتحاد الأوروبي".
ويرى الرنتاوي أن "المنطقة تقف على أعتاب منعطفات مهمة، إذ بلغت الأزمة اليمنية حد الكارثة الإنسانية، وبريطانيا متهمة ببيع السلاح، وتيريزا ماي متهمة بتزويد التحالف العربي بأدوات قتل اليمنيين والتي ترقى إلى مستوى جرائم الحرب وانتهاكات القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني".
وفي سياق المشهد الدولي الذي تغيب عنه بريطانيا يقول: "بريطانيا الآن تشهد مسارات أستانا وجنيف وسوتشي في سوريا دون أن يكون لها حضور مؤثر أو كلمة مسموعة في هذا المجال".
وردا على سؤال سبوتنيك إذا كان "يعتقد أن هذه الجولة ممكن أن تؤتي ثمارها"، قال: "الجولات تساعد في تجديد هذا الحضور، لكن الحضور بحاجة الى أدوات بحاجة إلى اقتصاد قوي وبريطانيا تواجه مشكلة جدية الآن بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي" مبيناً أن "حضور بريطانيا كدولة عظمى يتآكل، وأن اللاعبين الدوليين في مسرح المنطقة برمتها اليوم هم روسيا والولايات المتحدة فضلا عن اللاعبين الإقليميين الكبار" لكنه يؤكد أن "هذا لا يعني أن الدول تنكفئ وقادتها يجلسون وراء مكاتبهم هم يحاولون المضي قدماً".
وأعلنت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، خلال هذا العام أن بريطانيا بدأت رسميا إجراءات الخروج من الاتحاد الأوروبي. وذلك بعد التصويت لصالح هذه العملية التي تستمر عامين من المفاوضات الصعبة قبل الانفصال التام، المتوقع في ربيع عام 2019.
هنا يشير الرنتاوي إلى أن رئيسة الوزراء البريطانية ستبحث في جولتها هذه "عن صفقات اقتصادية وعسكرية في هذا المجال، ومداخل للدخول في هذه الأزمات سواء مدخل إنساني في اليمن أو سياسي في العراق او مدخل أمني ربما في الأردن في إطار الحرب على الإرهاب". ورغم ذلك فإنه لا يرى أن تحقيق تلك المداخل يعني "انقلاب المشهد وتحول بريطانيا إلى لاعب مهم في الشرق الأوسط"، مؤكداً أن ذلك "غير وارد في المدى المنظور على الأقل، وبريطانيا حسب تقديرات بعيدة المدى يتعزز الاعتقاد بانها دولة ضامرة وليست قوة صاعدة وفي المستوى الاقتصادي ستكون في ذيل قائمة العشر الكبار في العالم خلال سنوات".