وحول طبيعة العلاقة المقبلة ما بين رئيس تيار المستقبل وحلفائه المحليين لا سيما في ظل ما يتردد عن وجود خلافات ما بين التيار وحزب القوات اللبنانية في مقاربة أزمة الحريري الأخيرة، يؤكد المرجع السياسي، أن قراءة القوات لخطوة استقالة الحريري وما تمخض عنها من نتائج كانت قراءة خاطئة وأن القوات اللبنانية مالت أكثر لتتبنى الموقف السعودي الذي قوبل برفض مختلف الأطراف السياسية في لبنان، وهذا الأمر الذي أحدث انتكاسة في العلاقة ما بين تيار المستقبل والقوات اللبنانية وهو الأمر الذي قد يؤثر على طبيعة التحالفات المقبلة في الانتخابات النيابية، لا سيما في ظل ما يتردد عن إمكانية قيام تحالف كبير يضم القوى السياسية الأساسية في البلد وهي "حزب الله، التيار الوطني الحر، تيار المستقبل، حركة أمل، والحزب التقدمي الاشتراكي".
وبالنسبة إلى العلاقات اللبنانية السعودية، يؤكد المرجع أنه من دون أدنى شك تعرضت هذه العلاقات لانتكاسة كبرى بعد ما أقدمت عليه السعودية تجاه لبنان وتجاه رئيس حكومته، وهو الأمر الذي استنفر كافة القوى المحلية والدولية للضغط على الإدارة السعودية عبر تمرير رسائل واضحة لها بأنه ممنوع المس باستقرار لبنان، لا سيما وأن لبنان كان يحظى بمظلة استقرار دولية منذ بدء الأزمة السورية قبل أكثر من ست سنوات إلى يومنا هذا، وبالتالي فإن العلاقة وإن استمرت خلال الفترة القريبة المقبلة ببعض التعرجات نتيجة قراءة بعض المسؤولين السعوديين الخاطئة لطبيعة المشهد اللبناني، فإن السعودية ستعود لتكتشف أن لبنان لم يقصر يوما تجاهها وتجاه مختلف الدول الخليجية والعربية، وأن لبنان بقي وفيا لما قدمته السعودية له من دعم على مختلف الأصعدة، ولكن يستطرد المرجع بأن على المسؤولين السعوديين أن يتوقفوا عن الاستماع لبعض الجهات اللبنانية التي لا مصلحة لها سوى تعكير الأجواء الهادئة والناجحة التي حلت على لبنان منذ انتخاب الرئيس عون وتشكيل الحكومة، ويختم المرجع السياسي حديثه بالقول "يجب أن نذكر أن رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون توجه إلى المملكة العربية السعودية في أول زيارة خارجية له، وذلك للدلالة على عمق العلاقة التي تجمع البلدين".