وبحسب الموقع، فقد قال مسؤول في مركز محمد بن نايف للاستشارات والرعاية في مقابلة مع "فورين بوليسي" خلال زيارة قام بها في أواخر أكتوبر/ تشرين الأول، إن اليمنيين سيطلق سراحهم في السعودية خلال الأيام المقبلة. وأكد مسؤول آخر الجمعة إن الرجال لم يطلق سراحهم بعد، لكنهم سيقدمون قريبا. ومن المقرر أن يغادر أربعة يمنيين آخرين مركز التأهيل خارج الرياض في عام 2018.
ويقول "بيزنس إنسايدر": "من غير المرجح أن يرحب الرئيس دونالد ترامب بإعادة هؤلاء إلى المجتمع". وقال إنه "لا ينبغي أن يكون هناك أي إفراجات أخرى من غوانتانامو"، وأطلق ترامب تحذيره عندما نقلت إدارة الرئيس السابق باراك أوباما هؤلاء المعتقلين إلى السعودية العام الماضي. وأضاف: "إنهم خطرون للغاية ويجب ألا لا يسمح لهم بالعودة إلى ساحة المعركة".
وصرح متحدث باسم مجلس الأمن القومي لـ"فورين بوليسي"، يوم السبت، بأن الرئيس يدعم الجهود السعودية لمكافحة التطرف، ولكن الولايات المتحدة "لا تزال تشعر بالقلق إزاء معتقلين سابقين في غوانتانامو وإمكانية انخراطهم في أنشطة متطرفة في المستقبل، وتتوقع من الحكومات الأجنبية أن تضمن اتخاذ تدابير أمنية مناسبة لمنع مثل هذا النشاط".
وحسب "بيزنس إنسايدر" فقد وصف مسؤولون سعوديون وأمريكيون على حد سواء برنامج مركز "بن نايف" للمناصحة والرعاية بأنه المعيار الذهبي لإعادة تأهيل معتقلي غوانتانامو والمقاتلين الأجانب والإرهابيين والمتعاطفين معهم. إلا أن صاحب الاسم نفسه وقع في حزيران/ يونيو الماضي، ضحية التغييرات التي حدثت في المملكة من قبل ابن عمه محمد بن سلمان الذي حل محله في ولاية العهد ووزارة الداخلية. وشرع ولي العهد الجديد مؤخرا في تطهير اجتاح رجال الأعمال والأمراء وجانب من النظام السياسي القديم، ويضيف الموقع أن تداعيات ذلك لن تقتصر على مصير هؤلاء الرجال اليمنيين بل على البرنامج ككل.
وبحسب الموقع الأمريكي، فقد "كرر ترامب لسنوات "ادعاء مضللا" بأن العديد من المعتقلين الذين أطلق سراحهم من السجن العسكري الأمريكي في خليج غوانتانامو — بما في ذلك المملكة العربية السعودية — عادوا إلى الإرهاب". وقد أثار ترامب مؤخرا الجدل السياسي حول غوانتانامو بعد هجوم قاتل فى نيويورك قائلا إنه "سيبحث بالتأكيد" إرسال المشتبه فيه إلى معسكر الاعتقال. وتراجع الرئيس في وقت لاحق في مواجهة المقاومة القانونية، وقال في تغريدة إن "إرسال المهاجم هناك سوف يستغرق وقتا طويلا".
وبحسب الموقع، فقد كان معظم اليمنيين الـ13 الموجودين حاليا في مركز محمد بن نايف محتجزين في السجن العسكري الأمريكي في كوبا لأكثر من عقد من الزمن، دون توجيه اتهامات إليهم أو محاكمتهم، وبعضهم حتى أيام قليلة قبل تولي ترامب مهام منصبه. والرجال التسعة المقرر إطلاق سراحهم سيكونون من أكثر الخريجين رفيعي المستوى حتى الآن من المبادرة المثيرة للجدل، والتي تهدف إلى مقاومة التطرف من خلال برنامج يقدم إعادة التأهيل الديني والتدريب المهني والعلاج الفني، ويحتوي المركز على حمام سباحة داخلي ويسمح بزيارات خارج الموقع كعطلة، كما بسمح بالزيارات العائلية.
ويضيف الموقع أنه حتى الآن، تم الإفراج عن المواطنين السعوديين الذين نفذوا أحكاما تتعلق بالإرهاب من البرنامج الذي يفتخر بأن 86 بالمئة من خريجيه البالغ عددهم 3300 نجحوا في الاندماج مجددا في الحياة المدنية.
ويتابع الموقع أنه مع ذلك فإن المحتجزين السابقين في غوانتانامو يمثلون حالة بالغة الصعوبة نظرا للصدمات النفسية التي عانوا منها في السجن الأمريكي، وفضلا عن قبول الرياض لتقييمات المخابرات الأمريكية بأنهم يمثلون مخاطر أمنية، فإنهم يخضعون لبرنامج أكثر كثافة من البرنامج الذي يقدم للآخرين، خلال حوالي عام ونصف العام. وعلى الرغم من أن المعتقلين اليمنيين السابقين، على عكس المواطنين السعوديين الذين يحتجزهم الجيش الأمريكي، لا يخضعون لنظام العدالة في المملكة بمجرد مغادرتهم كوبا، فإنهم يخضعون للاستجواب عند دخولهم المملكة العربية السعودية قبل بدء البرنامج.
وقال أبو عوف، أحد المحتجزين اليمنيين، الذي تحدث للموقع الأمريكي على شرط أن يعرف باستخدام اسم مستعار: "إذا بدأنا الحديث عن غوانتانامو فنحن لا نكتب صفحة أو اثنتين، إنها موسوعة كاملة". وأضاف "إنها 15 عاما مليئة بالألم والحزن، لنكون صادقين".