أعلن المتحف على حسابه بموقع "تويتر" أن دائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي قد استحوذت على لوحة ليوناردو دافنشي "سالفاتور مندي"، من أجل المتحف، لكنها لم توضح ما إذا كانت الصفقة قد تمت بشكل مباشر أم عبر وسيط.
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أول من أثار القضية، حين نشرت تقريرًا تقول فيه إنها تمتلك وثائق تؤكد أن مشتري لوحة ليوناردو دافنشي "مخلِّص العالم أو المسيح"، هو الأمير بدر بن عبد الله بن محمد بن فرحان آل سعود.
وقالت الصحيفة إن الأمير البالغ من العمر 32 عاما، لا يعرف عنه الكثير، وينحدر من فرع بعيد من العائلة السعودية الحاكمة، وليس له تاريخ في جمع اللوحات الفنية، ولا حتى مصدر ثراء عظيم معروف، ما دفع مسؤولي مؤسسة "كريستيز" إلى التحري عنه للتأكد من هويته ومن قدراته المالية، رغم دفعه عربونًا قدره 100 مليون دولار لكي يتأهل للمزاد.
وذكرت الصحيفة أنه عندما افتتح المزاد في مؤسسة "كريستيز" في مدينة نيويورك، يوم 15 نوفمبر/ تشرين الثاني، شارك الأمير بدر عبر الهاتف، وكان يمثله داخل القاعة أليكس روتر، نائب الرئيس لشؤون فن ما بعد الحرب والفن المعاصر في مؤسسة المزاد.
ووفقا للتقرير استمرت المزايدات لما يقرب من 19 دقيقة حتى اختتمها الأمير بدر بـ450 مليون دولار على رسوم إضافية يدفعها المشتري.
لكن الأمير بدر، أبدى استغرابه مما نشرته الصحيفة، ونشر بيانًا يفنّد فيه "المزاعم التي نسبت له، واصفًا إياها بغير الدقيقة".
وقال الأمير في بيانه: "قرأت ببالغ الاستغراب التقرير المنشور عني في صحيفة نيويورك تايمز وما احتواه من الكثير من المعلومات المستغربة وغير الدقيقة، ولم أكن أنوي الرد على ذلك لمعرفتي ومعرفة كل المواطنين بمواقف الصحيفة المعادية لكل ما هو سعودي ونشرها للشائعات الغريبة، ولولا إصرار الأصدقاء والمحبين لما قمت بالتصريح عن ذلك".
لكن صحيفة "وول ستريت جورنال" فاجأت الجميع بعد ذلك بأن الأمير بدر لم يكن إلا مجرد وكيل للمشتري الحقيقي الذي هو ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
وقالت الصحيفة الأمريكية إن مصادر في المخابرات الأمريكية، ومصدر شهير في عالم الفن السعودي، أكدت لها أن ولي العهد لجأ إلى الأمير بدر بن عبد الله بن محمد بن فرحان آل سعود ليكون مجرد وكيل في الشراء.
وذكرت الصحيفة أن المسؤولين الأمريكيين كانوا يراقبون عن كثب أنشطة الأمير محمد، وخصوصا في الوقت الذي كان يشن فيه حملة مكافحة الفساد على الأمراء.
ووصفت الصحيفة هذه الصفقة بأنها محاولة سعودية لكسب "حقوق المفاخرة الثقافية" وتركيز الاهتمام على المشهد الفني الناشئ، في الوقت الذي يشهد فيه الأمراء القطريون فورة فنية.
وقالت "الغارديان" إن التطورات التي شهدها اليوم الجمعة 8 ديسمبر/ كانون الأول، ستربط بين صفقة اللوحة ونظرية المؤامرات في المملكة، ومن الممكن أن تحرج ابن سلمان الذي يقود حملة لمكافحة الفساد المالي.
ومن المرجح أيضا أن تثير القلق بين رجال الدين، الذين يشكلون أركان السلطة الرئيسية في المملكة، إذ تمجد اللوحة "المسيح" كمخلّص للعالم في حين أنه في الإسلام نبي وليس إلهًا، فضلا عن أن العلماء المحافظين يعارضون تصوير الرسل في الأعمال الفنية.
ولعل هذه العوامل قد لعبت دورا في قرار وريث العرش السعودي باستخدام وسيط لشراء اللوحة، وفقا للغارديان.