وكانت كارين بيرس، الممثلة الدائمة للمملكة المتحدة لدى الأمم المتحدة، برفقة وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون، ضمن وفد توجه إلى إيران، الأحد الماضي، في محاولة لإطلاق سراح الصحفية البريطانية من أصل إيراني نازانين زغاري راتكليف المعتقلة في طهران.
وحين وصل الوفد أقبل الوزير الإيراني يصافحهم بيده، وكانت بيرس ترتدي وشاحًا حول كتفيها، بدلاً من وضعه على رأسها، فأشار إليها الوزير الإيراني بكلتا يديه إلى أعلى بدلًا من مصافحتها، وهي إشارة فسّرتها وسائل الإعلام الحكومية بأنه كان يطلب منها تغطية رأسها بالوشاح، بحسب ما نقلت صحيفة الإندبندنت البريطانية.
وظهرت كارين خلال المحادثات دون ارتداء الوشاح على رأسها، وخلال لقاء آخر كانت ترتدي غطاء رأس مختلفًا، وهو ما وصفته وكالة أنباء فارس التابعة للدولة ووكالة "تسنيم" بأنه "مظهر غير لائق"، ما أثار عاصفة من تعليقات الإيرانيين المتباينة عبر الشبكات الاجتماعية.
وقالت الصحفية ماسي علي نجاد، مؤسسة حركة "حريتي المسلوبة" المناهضة للحجاب: "لقد جاءتني تعليقات كثيرة من أشخاص عاديين أصيبوا بالصدمة من ذلك التصرف الذي يبدو فيه الممثل الأعلى لإيران وكأنه شرطة أخلاق".
وأضافت الناشطة المنفية خارج البلاد: "أخيرًا، نصرت الدبلوماسيات الغربيات كرامتهن، ورفضن الحجاب الإلزامي في لقاء مع مسؤولي الجمهورية الإسلامية". وقال متحدث باسم وزارة الخارجية في حديث للإندبندنت إن "الحكومة لم تعلّق على الأمر".
يذكر أن زغاري راتكليف تقضي عقوبة بالسجن خمسة أعوام، لمزاعم محاولتها إسقاط نظام الحكم في إيران، على الرغم من أن الاتهامات الرسمية لم يفصح عنها علنًا، وقد أُلقي القبض عليها عام 2016، بحسب هيئة الإذاعة البريطانية.
وقد تعرض وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون لانتقادات حادة، بسبب تعليقات أدلى بها الشهر الماضي، زعم فيها أن الصحفية كانت في إيران لتدريب عدد من العاملين بالإعلام، وهي تصريحات تمسك بها مسؤولون إيرانيون كمبرر لاحتجازها.
ولكنه اعتذر في نهاية المطاف، ومنذ ذلك الحين صارت قضية زغاري راتكليف على قائمة أولويات مكتب الخارجية البريطانية.