اعترضت مقاتلات من طراز"F-22" تابعة للقوات الجوية الأمريكية طائرتين هجوميتين روسية من طراز "سو —25". وتجيب صحيفة "إزفيستيا" الروسية عن سؤال ماذا ولماذا يحدث فوق نهر الفرات.
ماذا حدث؟
تم نشر المعلومات حول الحادث أولا من قبل الأمريكيين. حيث صرح المتحدث باسم البنتاغون إريك باهون أن طائرتين حربيتين روسيتين من طراز "سو-25" دخلت، يوم 13 ديسمبر/ كانون الأول، أجواء منطقة في سوريا يشرف عليها التحالف الدولي قرب مدينة البوكمال شرقي الفرات. وذكر باهون أن الطائرتين الروسيتين تم اعتراضهما فورا من قبل مقاتلتين أمريكيتين "إف-22" كانتا تقدمان التغطية الجوية للقوات الشريكة للتحالف التي تخوض عمليات ضد تنظيم "داعش" في سوريا.
وقال المسؤول الأمريكي إن المقاتلتين أطلقتا طلقات تحذيرية.
ولكن سرعان ما جاء الرد على هذه المزاعم على لسان المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية، إيغور كوناشينكوف، الذي أوضح أن الطائرتين الروسيتين كانتا ترافقان قافلة إنسانية متوجهة إلى الميادين، على الضفة الغربية لنهر الفرات وفجأة اقتربت منهما مقاتلة أمريكية من طراز "إف-22" من الضفة الشرقية وبدأت بإطلاق أفخاخ حرارية، وحاولت عرقلة عمل طائرتي "سو — 25". ولكن مقاتلة من طراز "سو —35 إس" كانت تحلق على ارتفاع 10 آلاف متر وتنفذ مهمة التغطية الجوية، قامت بالاقتراب من طائرة "إف —22" من الخلف، وأجبرتها على مغادرة المنطقة.
ورفضت وزارة الدفاع الروسية، فكرة "اعتراض" الطائرات الروسية بشكل حاسم.
هل حدث هذا من قبل؟
وقع حادث مماثل في 23 نوفمبر/ تشرين الثاني في نفس المكان، فوق الميادين. وقد أعلن كوناشينكوف عن ذلك في 9 كانون الأول/ ديسمبر.
كانت طائرتين من طراز "سو-25" تهاجم مواقعا لـ"داعش" في ضاحية الميادين. بعد ذلك، ظهرت مقاتلة أمريكية من طراز"إف-22" وتصرفت بنفس الطريقة: اقتربت، وعرقلت، وبدأت بإطلاق الأفخاخ الحرارية. وقال كوناشينكوف إن الحادث انتهى أيضا باقتراب"سو-35إس".
وتوقعت وزارة الدفاع حينها أن الأمريكيين بهذه الطريقة يحاولون منع الجيش الروسي من تدمير مسلحي "داعش".
ولم يكشف البنتاغون عن تفاصيل الحادث في 23 تشرين الثاني/ نوفمبر، ولكنه رفض رفضا قاطعا احتمال مساعدة المسلحين.
نهر التعثر:
السبب في هذه الألعاب الجوية يمكن أن يكون حدة المناقشات حول ترسيم مناطق المجال الجوي فوق سوريا. وتظهر آثار هذه المناقشات بوضوح في ردود الفعل الرسمية لموسكو وواشنطن بعد الحادثين.
هكذا في 9 ديسمبر/ كانون الأول أعرب كوناشينكوف عن "الحيرة" إزاء حقيقة أن الأمريكيين يعتقدون أنه فوق سوريا يوجد "جزء من المجال الجوي، من ملك الولايات المتحدة."
واعترف بأن مثل هذه الحوادث قد وقعت بانتظام في الأسابيع الأخيرة. وقد تم ربط هذه الحوادث بمحاولة منع الطائرات الأمريكية الروس من القضاء على الإرهابيين.