قالت مصادر في أجهزة الأمن التونسية لوكالة فرانس برس إنه تم الأحد توقيف أربعين من عناصر حزب التحرير الإسلامي لفترة قصيرة، بعد محاولتهم التظاهر بدون ترخيص ورفع لافتات معادية للدولة، في مدينة سيدي بوزيد.
سيدي بوزيد: ايقاف 35 من أنصار حزب التحرير https://t.co/nUvOTjGHQ4
— Radio Mosaïque FM (@RadioMosaiqueFM) December 17, 2017
وتظاهر كذلك ناشطون وعاطلون عن العمل في المدينة منددين بالتهميش المتواصل للمنطقة التي لا تزال نسبة البطالة مرتفعة فيها كما في العديد من مناطق البلاد الداخلية.
وتعتبر سيدي أبو زيد هي أول مدينة شهدت احتجاجات في منتصف كانون الأول/ ديسمبر 2010، تضامنا مع الشاب محمد البوعزيزي الذي كان يعمل بائعا متجولا وأقدم على اضرام النار في جسده احتجاجا على معاملة الشرطة البلدية له.
وكانت تلك الواقعة شرارة لموجة من الاحتجاجات انتهت بهروب الرئيس التونسي زين العابدين بن على من الحكم في 14 كانون الثاني/يناير 2011 بعد استمراره في حكم البلاد قرابة 24 عاما.
وجاء الاحتفال هذا العام ليعبر عن أزمات الشعب التونسي التي لاتزال مستمرة حتى بعد 7 سنوات من الثورة، وغاب بشكل لافت وزراء الحكومة والقيادات الحزبية، سوى وزيرة السياحة سلمى اللومي التي زارت المدينة للمشاركة في حفل بالمناسبة، غير أنها لم تتمكن من إلقاء كلمة في الحفل بسبب الهتافات المناهضة للنظام الحاكم.
واستغرب الناطق الرسمي باسم مهرجان 17 كانون أول (ديسمبر) يوسف جلالي، اليوم في تصريحات نقلتها إذاعة "صوت الكرامة" المحلية في "سيدي بوزيد"، ما وصفه بـ "اللامبالاة" من قبل الحكومات الثلاث التي تلت الثورة في عدم حضور فعاليات المهرجان، وأكد أن هيئة المهرجان ستواصل نضالاتها من أجل ترسيخ هذا التاريخ (17 كانون أول / ديسمبر)، الذي يعتز به كل التونسيين.
وكانت قوات الأمن أطلقت مساء السبت الغاز المسيل للدموع على متظاهرين أغلقوا شوارع بالإطارات في بعض أحياء سيدي بوزيد.
ودعا عشرات من شخصيات المجتمع المدني والجامعيين والفنانين والناشطين في عريضة الأحد إلى الحفاظ "على فضاءات الحرية المكتسبة من 2011"، وجاء في العريضة أن "أيا من المطالب الأساسية للشعب لم تتم تلبيتها متهمين رئيسي الدولة والحكومة بشن حملة مضادة للديمقراطية".
وطال الجدل اليوم الذي من المفترض الاحتفال فيه بالثورة، فالرئيس التونسي المؤقت فؤاد المبزع، أعلن في عيد الاستقلال يوم 20 آذار/ مارس 2011، تحديد تاريخ 14 كانون الثاني / يناير عيدا للثورة والشباب، حيث تم إلغاء عيد الشباب، الذي كان يحتفل به زمن بن علي كل يوم 21 آذار/مارس وتم دمجه مع عيد الثورة، غير أن عددا كبيرا من القوى السياسية والشبابية رفضوا هذا القرار وأكدوا على أن الإحتفال لابد وأن يكون يوم 17 كانون الأول/ ديسمبر — اليوم الذي أشعل فيه البوعزيزي النار في جسده- وحسم دستور 2014 الجدل بصيغة توافقية حيث تحدّد توطئة الدستور تاريخ الثورة بـ "17 كانون أول /ديسمبر ـ 14 كانون ثاني / يناير".