قال مصدر دبلوماسي ومصدر حكومي إن 10 سفراء عرب منهم سفراء السعودية ومصر والكويت اجتمعوا الأسبوع الماضي في نيودلهي مع وزير الدولة الهندي إم.جي أكبر لإطلاع الحكومة على نتائج اجتماع جامعة الدول العربية يوم التاسع من ديسمبر/ كانون الأول الذي أدان القرار الأمريكي، وفقا لوكالة "رويترز".
وقال مصدر مطلع على نتائج الاجتماع، طلب عدم الكشف عن هويته بسبب الحساسيات الدبلوماسية، إن السفراء طلبوا موقفًا أكثر وضوحاً من الهند، لكن الوزير الهندي "لم يعدهم بشيء".
وقال المصدر الدبلوماسي إن سفراء السعودية ومصر والصومال والسلطة الفلسطينية تحدثوا خلال اجتماع الأسبوع الماضي. وإلى جانب السفراء وعددهم أكثر من 10 كان هناك قائمون بالأعمال من عدة دول في المنطقة.
وقال أنيل تريجوانايات السفير الهندي السابق لدى الأردن "كانوا يتوقعون المزيد من الهند ربما شجب إسرائيل والولايات المتحدة…لكن هل تُحدث إضافة صوت واحد فرقاً يذكر؟".
وقالت وزارة الخارجية الهندية في بيان مقتضب إن موقف الهند ثابت ومستقل عن موقف أي طرف ثالث، ولم يشر البيان إلى القدس وأثار انتقادات في الداخل بأنه غير كاف وغامض ومناهض للفلسطينيين، ويقول المصدر الهندي إن الحكومة لا تعتزم إصدار المزيد من الإيضاحات بشأن القدس.
وكانت الهند واحدة من أوائل من قادوا الدفاع عن القضية الفلسطينية عندما كانت ترأس حركة عدم الانحياز في حين أبقت بهدوء على علاقات مع إسرائيل، لكن في عهد رئيس الوزراء ناريندرا مودي انتقلت الهند إلى علاقات أكثر علانية مع إسرائيل وكشف النقاب عن علاقات عسكرية قوية وتعاون أمني، بحسب التقرير.
ويرى الهندوس القوميون ومنهم مودي أن إسرائيل والهند تشتركان في محاربة "التشدد الإسلامي" ويدعون منذ فترة طويلة إلى تأييد علني لإسرائيل. وقام مودي في يوليو/ تموز الماضي بأول رحلة يقوم بها رئيس وزراء هندي لإسرائيل ولم يزر رام الله مقر السلطة الفلسطينية حيث اعتاد الزعماء على التوقف في محاولة لإظهار التوازن في العلاقات السياسية.
وقال بي.آر كوماراسوامي الخبير الهندي البارز في العلاقات مع إسرائيل في جامعة جواهر لال نهرو في نيودلهي إن "تحولاً كبيراً" في السياسة الهندية ظهر واضحاً منذ أوائل هذا العام عندما زار الرئيس الفلسطيني محمود عباس الهند.
وأضاف "أكد رئيس الوزراء مودي، وهو يقف بجوار الرئيس الفلسطيني، مجدداً دعم الهند لإقامة دولة فلسطينية لكنه تجنب بحرص أي إشارة مباشرة إلى القدس الشرقية".
وعلى مدى عقود كان دعم الهند لإقامة دولة فلسطينية يقترن بإشارة واضحة إلى القدس الشرقية كعاصمة لها. لكن كوماراسوامي قال إن دلهي تحولت إلى موقف أكثر توازناً برفضها الانحياز في خلاف قابل للانفجار.