تريده إسرائيل هو نوع من العوائق الاصطناعية التي تصنعها على خط دفاع اعتمدته على الحدود اللبنانية، وكل ذلك كان بنتيجة التحول الاستراتيجي العسكري الهام لإسرائيل من استراتيجية هجومية تامة إلى استراتيجية مركبة مبنية على الهجوم والدفاع نفسه".
وأضاف: "للبنان في هذه المنطقة تحفظات ثلاثة على جزء من الحدود وتحفظ ما بين لبنان والجولان هو بمزارع شبعا، وبالتالي إقدام إسرائيل على بناء جدار فاصل على الخط الأزرق يظهر عدم الرضوخ للتحفظات اللبنانية وعدم الأخذ بها والقفز إلى الأمام، والسبب الذي
يدفع إسرائيل للقيام بمثل هذا العمل من الوجهة العسكرية هو انتقال إسرائيل تحت ضغط المقاومة من استراتيجية هجومية تامة إلى استراتيجية هجومية دفاعية مركبة".
وأوضح أن "الموقف الذي اتخذه رئيس الجمهورية ميشال عون الانتظار مع القانون الدولي العام من جهة وحفاظا على الحقوق اللبنانية من جهة ثانية، إن الخط الأزرق ليس هو الحدود الدولية وإذا اعتمدت إسرائيل الخط الأزرق فإن هناك إمكانية اقتطاع أرض لبنانية في
ثلاث مناطق هي منطقة رميش والعديسة والمطلة، وضمها إلى فلسطين المحتلة، الأمر الذي يعتبر انتهاكا لحق لبناني في أرضه. لهذا السبب أبدى الرئيس اللبناني اعتراضه ورفضه لهذا السلوك لأنه يمس بالأرض اللبنانية".
وعن الإجراءات التي من الممكن أن يتخذها لبنان في حال شرعت إسرائيل لبناء هذا الجدار قال حطيط:" للبنان إمكانية القيام بسلوك من اثنين، إما أن يلجأ إلى الأمم المتحدة لإلزام إسرائيل بوقف العمل في هذا الجدار في المناطق المتحفظ عليها، أما بالنسبة للمناطق الأخرى
فلبنان لن يبدي اعتراضه، أما الاتجاه الثاني فهو الاتجاه الميداني، إذا حاولت أن تبني الجدار في المناطق المتحفظ عليها عند ذلك يستطيع لبنان بقواته المسلحة الرسمية وقوى المقاومة أن يتدخل لمنع إسرائيل من الاعتداء على أرضه".
وردا على سؤال حول مدى جهوزية لبنان العسكرية لمواجهة الخطوة الإسرائيلية، قال حطيط:"في لبنان اعتمدنا سياسة الثنائية العسكرية المتشكلة من الجيش اللبناني والمقاومة المسلحة، وكما يعلم الجميع المقاومة هي التي فرضت على إسرائيل الانسحاب عام 2000 وليس
القرار 425 الذي أصدره مجلس الأمن، بالتالي اليوم الثلاثية الذهبية التي تحمي لبنان هي ثلاثية الشعب والجيش والمقاومة وهذه الثلاثية قادرة على حماية لبنان، بعد أن استطاعت أن تقيم معادلة توازن الردع الاستراتيجي الفاعل وقادرة على منع إسرائيل من الاعتداء على
لبنان".
وكان الرئيس اللبناني ميشال عون قد حذر من تحضير إسرائيل لبناء جدار فاصل بناء على الخط الأزرق مع الحدود اللبنانية، معتبرا أن لبنان يعتبر أن الخط الأزرق لا يتطابق مع خط الحدود الدولية بينه وبين الأراضي الفلسطينية.