وشهدت الجمعية العامة للأمم المتحدة المؤلفة من 193 دولة، اليوم، جلسة عاصفة للتصويت على مشروع القرار الذي استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضده في مجلس الأمن المؤلف من 15 عضوا يوم الإثنين والخاص بمدينة القدس.
وبينما هددت الولايات المتحدة بوقف تمويلها للأمم المتحدة إذا رفضت قرار الرئيس ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، اعتبر مندوب إسرائيل في الأمم المتحدة داني دانون، أن قرار الأمم المتحدة لا يقدم ولا يؤخر، وأن من يدعمونه دمى، وهذا القرار ليس أكثر من إلهاء، وسيذهب إلى مزبلة التاريخ.
وكشفت بيانات التصويت الذي تم عرضها خلال الجلسة الطارئة التي عقدت، اليوم الخميس 21 ديسمبر / كانون الأول، أن 128 عضوا وافقوا على القرار، بينما اعترضت 9 دول وامتنعت 35 دولة عن التصويت.
وجاء انعقاد الجلسة بناء على طلب دول عربية وإسلامية بشأن قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل في 6 ديسمبر/ كانون الأول الجاري.
ويطالب مشروع القرار بعدم جواز تغيير طابع مدينة القدس، ويدعو جميع الدول إلى الامتناع عن إنشاء بعثات دبلوماسية في مدينة القدس الشريف، عملا بقرار مجلس الأمن 478 (1980).
وهدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بقطع المساعدات عن أية دولة تصوت، اليوم الخميس، لصالح مشروع قرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة، الذي يدين قراره بشأن القدس.
وفيما يلي أبرز كلمات ممثلي الدول المشاركة:
فلسطين
قال رياض المالكي، وزير الخارجية الفلسطيني، إن القرار الأمريكي بشأن القدس يشجع التطرف والإرهاب.
وتابع المالكي: "الولايات المتحدة، أضاعت فرصة للعدول عن قرارها، لتلتحق بالمجتمع الدولي وتنهي عزلتها في العالم".
وأضاف: "القرار الأمريكي يخدم الحكومة الإسرائيلية ويشجع التطرف والإرهاب في المنطقة".
وأشار إلى أن القدس هي مفتاح السلم والحرب في منطقة الشرق الأوسط.
واستطرد قائلا "القرار الأمربكي يخدم الحكومة الإسرائيلية ويشجع التطرف والإرهاب في المنطقة".
واختتم قائلا "أدعو باسم الشعب الفلسطيني التصويت لصالح مشروع القرار بشأن القدس".
أمريكا
قالت المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، نيكي هيلي، إن الاجتماع الذي تجريه الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن القدس، يضر بمصداقية الأمم المتحدة.
وتابعت قائلة في كلمتها أمام الجمعية العامة: "كيف يمكن أن تستمع إسرائيل إلى كلمات عدائية، وتبقى في هذه المنظمة".
وأشارت إلى أن الولايات المتحدة عندما تنفق بسخاء على الأمم المتحدة، نتوقع منها أن تنصاع بصورة ما إلى قراراتنا، وخاصة تلك المتعلقة بالقدس.
وقالت هيلي: "هذا القرار لا يغير أي شيء ولا ينفي أو يثبت ولا يضر بجهود السلام، وقرار ترامب يعكس إرادة الشعب وحقنا أن نختار المكان الأنسب لسفارتنا".
وأضافت قائلة "هناك نقطة أخرى، أن أمريكا ستظل الدولة التي تتذكر استهدافها في الجمعية العامة وهي دولة ذات سيادة، ونتذكر أننا أكبر دولة ممولة في الأمم المتحدة".
إسرائيل
قال مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة، داني دانون، اليوم الخميس، إنه لا شيء سيبعد إسرائيل عن القدس.
هذه حقائق لا تريد المنظمة أن تسمعها، وهناك شيء آخر غير قابل للتجاهل، وهذا النفاق بين فلسطين والأمم المتحدة، والحقيقة أن الأمم المتحدة وفلسطين يبعدون السلام بسنوات بسبب الهجمات على شعبنا".
واتهم دانون الأمم المتحدة بـ"الكيل بميكيالين".
واستطرد قائلا "إسرائيل تهاجم بالصواريخ التي تستهدف مدنيين، وهذه المنظمة يجب أن تنظر إلى هذه الحقائق ولا تلتزم الصمت".
نقول لكم: أورشليم كانت وستبقى عاصمة إسرائيل".
واعتبر أن من يدعمون قرار الأمم المتحدة لا يقدم ولا يؤخر، وأن من يدعمونها دمى، وهذا القرار ليس أكثر من إلهاء، وسيذهب إلى مزبلة التاريخ.
فنزويلا
قال ممثل فنزويلا الذي تحدث باسم حركة عدم الانحياز، إن المنظمة طلبت بالتعاون مع الدول العربية والإسلامية عقد هذه الجلسة للتعبير عن شعوب العالم الحر.
وأضاف: "مجلس الأمن غير قادر على ممارسة مسؤولياته، وقد شاهدنا هذا عندما استخدمت أمريكا حق النقض ضد مشروع قدمته مصر بشأن القدس".
وقال إن إسرائيل تحاول تغيير طابع وتركيبة القدس الجغرافية، مشيرا إلى استنكاره لما يحدث بالقدس بغض النظر عن المسؤول عنها، وأن تلك الاجراءات باطلة.
وتابع: "القدس جزء لا يتجزء من الأراضي الفلسطينية المحتلة، والدول الأعضاء في حركة عدم الانحياز تعبر عن انزعاجها البالغ بعد قرار ترامب بشأن القدس ونقل سفارة بلاده للقدس".
باكستان
قال ممثل باكستان: "الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل انتهاكا صارخا للقانون الدولي
وينتهك قرارات عديدة صادرة عن المنظمة الأممية، مضيفا: "نحن في مفرق تاريخي والتطورات الأخيرة يجب أن يكون لها ردود سريعة منا، ويجب أن نعيد الالتزام بالحقوق الفلسطينية".
وتابع: "استخدام "الفيتو" استراتيجية في غير محلها، والقرار الذي سنتخذه اليوم يقول للعام يقول أننا لن نشترك في أي عمل غير قانوني، مشيرة إلى أن دعم القدس كانت ركيزة سياسة باكستان، وسنظل ثابتين على مواقفنا رغم التهديدات التي تلقيناها مؤخرا.
وقالت: "نرفض القرار الذي اتخذته أمريكا بشأن القدس، مضيفة: "دولة فلسطينية قابلة للحياة على حدود 1967 تظل الضمانة الواحدة لسلام عادل ودائم في الشرق الأوسط، وأي خطة أخرى لن تنجح ولن يتم قبولها.
إندونيسيا
وقال ممثل إندونيسا إن بلاده لا تقبل أي أنشطة تهين الأمم المتحدة، مشيرا إلى أنه محاولة لتغيير طبيعة الأراضي الفلسطينية والقدس ليس لها أي شرعية دولية.
وتابع: "الأمر يتعلق بنا اليوم كأمم محبة للسلام، والشعب الإندونيسي يتوقع من الأمم المتحدة، التي انتهكت قراراتها بفداحة، أن تقف موقفا صلبا ضد أي قرار مناقض للموقف الدولي".
وطالب برفض اعتراف أمريكا بالقدس، مضيفا: "دعمنا للقدس لن يلين".
سوريا
رغم الحرب الإرهابية التي تتعرض لها، لن تتراجع عن موقفها الثابت تجاه القدس، ولن تتدخر دمشق جهدا من أجل استعادة جميع الأراضي المحتلة، وستدعم حق الشعب الفلسطيني.
وأضاف: نطالب بمنح فلسطين عضوية كاملة في الأمم المتحدة وتجدد مطالبة الأمم المتحدة بتنفيذ قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة بشأن إقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة غير معنية بالتوصل إلى حل شامل وعادل للصراع العربي الإسرائيلي، وأنها تهدد الدول وتتوعدها إذا وقفت إلى جانب الشرعية الدولية فيما يخص قرارها بشأن القدس.
بنغلاديش
قال ممثل بنغلاديش إن التطورات الأخيرة قد تؤدي إلى توتر جديد ربما ينتقل إلى مناطق أخرى في العال، مشيرا إلى أن الوضع القانون للقدس ثابت، وتؤكد بنغلاديش على موقفها بأن القدس الشرقية عاصمة فلسطين، مطالبا بأن تكون التسوية في الشرق الأوسط هدفها تحقيق السلام.
كوبا
قال ممثل كوبا: "تضم كوبا صوتها إلى بيان فنزويلا نيابة عن دول عدم الانحياز، وإلى بيانات اليمن وتركيا"، مضيفا: "موقف بلادي بشأن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل يرفض القرار ويعتبره انتهاك لميثاق الأمم المتحدة وانتهاك للقرارات الأممية ذات الصلة".
وأضاف: "القرار الأمريكي يسيء للأمم الإسلامية والعربية وسيكون له تداعيات خطيرة على السلام والاستقرار في الشرق الأوسط وستعيق كل جهود استئناف مفاوضات السلام".
وتابع: "نطالب مجلس الأمن بالقيام بمهامه ومطالبة إسرائيل بإنهاء الاحتلال وإنهاء السياسات الاستعمارية واحترام القرارت الأممية".
إيران
قال ممثل إيران إن إسرائيل ارتكبت سلسلة جرائم ضد الفلسطينيين دون حساب، مشيرا إلى أن أمريكا كانت تدعم هذه الجرائم باستخدام حق النقض التي كان آخرها المرة رقم 43 قبل أيام، عندما اعترض على مشروع القرار الخاص برفض قرار ترامب بشأن القدس.
الصين
قال ممثل الصين: "ننادي المجتمع الدولي أن يقوم بجهوده لتحقيق السلام، مشيرا إلى أن حل الدولتين يقود إلى تسوية سياسية، ويجب على المجتمع الدولي أن يعتمد على قرارات الأمم المتحدة لحل المسائل الخاصة بالوضع النهائي للقدس".
وتابع: "الصين كانت من كبار داعمي عملية السلام في الشرق الأوسط وندعم حق الشعب الفلسطيني في دولة على حدود ما قبل 1967 وعاصمتها القدس وموقفنا لن يتغير".
وأضاف: "يجب تعزيز عملية سياسية على أساس حل الدولتين"
ماليزيا
قال ممثل ماليزيا في الأمم المتحدة إن مجلس الأمن أخفق في تبني مشروع القرار المصري بشأن القدس، الاثنين الماضي، وقال إن ماليزيا ترفض قرار أمريكا بشأن القدس، مشيرا إلى أنه يؤثر على جهود السلام وخلق شعور بالاحباط لدى الدول الأعضاء بالأمم المتحدة.
وأضاف: "قرار أمريكا يعد انتهاكا لحق الشعب الفلسطيني ويتناقض مع قرارات الأمم المتحدة التي تؤسس لعملية السلام التي تجعل القدس ضمن الوضع النهائي للتفاوض على حل الدولتين".
وقال القدس في صميم القضية الفلسطينية، والاعتراف بها عاصمة لإسرائيل يعد موافقة على احتلال إسرائيل لفلسطين ويؤثر على جهود مكافحة الإرهاب.