وتابع صبري، "إذا كنا متوافقين أن هذه التضحيات يتعين أن تدلف بنا إلى دولة قوية ومستقرة ذات سيادة، بعيداً عما ألفناه من تدخلات ووصاية خارجية خلال العهد السابق، فإن ثمة منجزات وتراكمات وطنية تتعلق بالجمهورية والوحدة والديمقراطية والتعددية الحزبية وحرية الصحافة، لا يمكن القفز عليها، وتأخير النقاش حولها حتى يتحقق الانتصار الكبير، بل أن شروع القوى السياسية والوطنية في رسم ملامح العهد الجديد، سيدفع ببقية فئات المجتمع إلى المساهمة في ملحمة الدفاع المقدس بمختلف متطلباتها، وهم مطمئنون إلى أن القادم أفضل، حيث لا مجال للتراجع عن الدولة المدنية الديمقراطية والعادلة التي يتوقون إليها ويضحون لأجلها".
ولفت صبري إلى أن "لهذه الخطوات أولوية ملحة، وأن الطرف الآخر لا يملك مشروعاً ولا شرعية، وإن إدعاهما، وتجربته على مدى عامين في الجنوب ومأرب، تؤكد على عجزه وفشله في بناء الدولة وتثبيت الأمن والاستقرار، وذلك على عكس الحالة الإيجابية في صنعاء، حيث الأمن والاستقرار، وحيث مظاهر الدولة على الأقل، قائمة وهي تقاوم أضرار العدوان والحصار وتداعياتهما، ولن أضيف جديداً بالإشارة إلى أن اليمن تعيش وضعاً انتقالياً منذ سبع سنوات، وقد حان الوقت لكي تنجز القوى السياسية والوطنية في الداخل عقداً اجتماعياً جديداً دون انتظار حل سياسي مع الرياض قد لا يأتي في القريب العاجل".
ومضى بقوله، "تجربة الحركات السياسية الإسلامية، وقد استهوت الشعارات الدينية ووظفتها في سبيل الوصول إلى السلطة، وجدت نفسها أمام مأزق حقيقي، وهي تدير الدولة العميقة، وترعى مصلحة كل فئات المجتمع بما في ذلك المعارضين لها، ولو أنها تسلحت ببرنامج متكامل وواقعي ومتوافق عليه مع شركاء الوطن، لأمكن لها تفادي الفشل والسقوط السريع".
وناشد صبري، القوى السياسية أن "تتطلع إلى حوار وطني على قاعدة مواجهة الحرب، وبناء الدولة، وصيانة المكتسبات الوطنية".