وأشارت إلى أن الرئيس الأمريكي عمد إلى توبيخ السعودية، بسبب دورها في النزاع في اليمن.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين قولهم إن تحرك ترامب كان "مرتجلا" بصورة كبيرة، بعدما قدم له مسؤولو الاستخبارات صور عن الأزمة الإنسانية المتفاقمة هناك.
وكان ترامب قد دعا في بيان شديد اللهجة، فاجئ دبلوماسيين أجانب وشخصيات رئيسية في إدارته، السعودية للسماح بدخول الطعام والإمدادات الرئيسية إلى الشعب اليمني، الذي يحتاج إليها بشدة.
وأوضحت "واشنطن بوست" أن نقد ترامب، كاد يعصف بجهود حثيثة من مسؤولين أمريكيين لإقناع القاعدة في السعودية بالرفع الكامل عن الحصار المفروض على موانئ ومطارات ومعابر اليمن، منذ إطلاق "أنصار الله" صاروخا باليستيا تجاه الرياض 4 نوفمبر/تشرين الثاني.
وقال جيرالد إم فيرشتاين، الخبير في شأن دول الخليج والسفير الأمريكي السابق في اليمن: "عندما يأتي النقد من رأس الدولة، فهذا يضع عراقيل أمام وضع حلول، وتوبيخ ترامب للسعودية يجعلنا نشعر بالقلق حول حالة العلاقة بين البلدين".
وكشف مسؤولون مطلعون على الأحداث للصحيفة كواليس الجلسة التي جمعت ترامب وقيادات في البيت الأبيض مع مسؤولين في الاستخبارات يوم 6 ديسمبر/كانون الأول، والتي تضمنت صورا تتعلق بالأزمة، والتي سارع بعدها مباشرة ترامب والبيت الأبيض لإصدار بيان "التوبيخ".
وتابع قائلا "المسؤولون حاولوا إثناء ترامب، للبحث عن سبل أخرى للضغط على السعودية، لكن ترامب كان متعجلا في القرار".
وقال أيضا مسؤول أمريكي رفيع المستوى حضر الاجتماع "لقد كان تصريحا وقرارا عفويا بصورة كبيرة، وسط مناقشات حول كيفية تخفيف المحنة الإنسانية في اليمن".
وقال تيم أوبراين، الصحفي المقرب من ترامب: "ليس لديه أي مجال للصبر أو الجلوس والتمحيص في الكتب أو المواد الإعلامية، ويندفع دوما لاتخاذ قرارات غريزية على أساس ما يراه أمام أعينه، ودوما ما يصدر أحكاما مبكرة".
أما ديفيد بريس، الضابط السابق في الاستخبارات الأمريكية، فقال إن ترامب يبدو من تلك التقارير أنه اتخذ قرارا عاطفيا إلى حد بعيد، وهو أمر محزن في السياسة.
وسعت واشنطن إلى معالجة الأمر مع المملكة، حيث أصدر المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بيانا يؤكد فيه أن الولايات المتحدة لديها شراكة قوية جدا مع المملكة، وتنخرط بشكل منتظم في التعاون بعدة قضايا بينها اليمن.